نام کتاب : المختار الثقفي نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 185
دلالة الحديث !!
ليس في الخبر إلاّ قول أسماء : فأمّا الكذّاب فرأيناه ، والاستدلال به على أنّه المختار ممّا يضحك الثكلى ؛ إذ ليس فيه من ذكر للمختار إطلاقاً ، ولو سلمنا أنّها تقصد المختار ، وفيه ما فيه ، فليس فيما عنت وقصدت أدنى حجّة ؛ كونه اجتهاد منها في تفسير حديث النبي9 ، لم يقم عليه أيّ دليل ، اللهم إلاّ إذا ادّعى الخصم أنّها نبيّة معصومة ، ولا يفعل .
لهذا وغيره ، لم يجزم قدماء أئمّة أهل السنّة في تفسير هذا الحديث أنّ الكذّاب هو المختار ..، هاك لترى :
أخرج الترمذي (279هـ) قال : حدثنا عليّ بن حجر، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الله بن عصم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في ثقيف كذابٌ ومبيرٌ»
قال الترمذي : يقال: الكذّاب المختار بن أبي عبيد، والمبير: الحجاج بن يوسف . هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلاّ من حديث شريك ([195]).
قلت : واضح أنّ تفسير الكذاب بالمختار ، دعوى عارية عن الدليل ؛ فيكفي أنّ الترمذي قال : يقال... . وهو تمريضٌ صريحٌ فيما لا دليل عليه غير التبرّع والتخرّص ، أو الاجتهاد الشخصي في أكبر التقادير ؛ إذ لا مستند شرعياً لمزعمة كونه المختار ، وإلاّ لجزم الترمذي .
[195] سنن الترمذي 4: 69، رقم: 2220. دار الغرب الإسلامي ، بيروت .
نام کتاب : المختار الثقفي نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 185