وأخرجه الطبراني قال : حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا عمرو بن هشام الحراني، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، ثنا إسماعيل بن راشد مطولاً ([153]).

قال الهيثمي : رواه الطبراني، وهو مرسل، وإسناده حسن([154]).

قلت : قول الهيثمي : إسناده حسن ، إنّما هو كذلك إلى مرسله ، وهو ابن راشد ، وأمّا ما بعده ، فضعيف بالإرسال والانقطاع دون خلاف ؛ فانتبه ؛ فإسماعيل بن راشد مات سنة (142هـ) والمختار رحمه الله قتل سنة (67هـ) ، فهو مرسل منقطعٌ لا محالة ، فلا حجيّة فيه.

على أنّ في حسن الإسناد -إلى مرسله- نظر ؛ فالطرائفي ضعّفه جماعة ، منهم أحمد بن حنبل قال : لا أجيز حديثه . بل قد اتّهمه ابن حبّان بالوضع.

قال ابنّ حبّان (354هـ) : كان الطرائفي معلماً ، يروي عن أقوام ضعاف ، أشياء يدلّسها عن الثقات ، حتى إذا سمعها المستمع ، لم يشك في وضعها ، فلما كثر ذلك في أخباره ، ألزقت به تلك الموضوعات ، وحمل عليه النّاس في الجرح ، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حالة من الأحوال ؛ لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير ، والموضوعات عن الثقات ([155]).

قلت : ففي الإسناد -عدا الإرسال- الطرائفي ، وهو مدلّس وضّاع .