نام کتاب : المختار الثقفي نویسنده : الشیخ باسم الحلي جلد : 1 صفحه : 141
شذوذ راوية ابن سنان !!
أجادَ السيّد الخوئي 1في قوله الشريف : لعلّ في هذه الرواية تحريفاً ، فإنّ المختار بن أبي عبيدة كان في الكوفة ، والحسين بن عليّ كان بالمدينة ، ولم يُنقل ، ولا بخبر ضعيف ، كذبٌ من المختار بالنسبة إلى الحسين عليه السلام ([147]).
قلت : حتى لو كان إسناد هذه الرواية حسناً ، وقد عرفت أنّها محتملة التعليق على الأرجح ، فهي باطلة منكرة ، تنافي الواقع قطعاً ، والوجدان خير برهان ؛ فلقد استقصينا كلّ أخبار أهل الإسلام السنيّة والشيعيّة ، حتى الضعيف منها ، فلم يرد فيها أنّ مولانا الحسين عليه السلام كان قد ابتلي في حياته بالمختار ، وأنّه كان يكذب عليه ، فتمسّك ؛ فعلامة الكذب فيها لائحة .
وقد أجمع أهل النقد أنّ الرواية إذا خالفت الواقع ، وناقضت الوجدان ، فهي كاذبة ، حتّى لو كانت صحيحة الإسناد ؛ كونها في الفرض شاذّة ، وكلّ شاذّ ، إذا ناقض الواقع وخالف الوجدان ، باطلٌ متروك ،.
وقد تقول : المختار ربما كذب على الحسين بعد مماته!!
قلنا : أولاً : الرواية ظاهرة في الحياة ، لا ينبغي الكلام في هذا .
وثانياً : سلمنا شمولها لما بعد حياة الحسين عليه السلام ؛ فإشكاليّة مناقضة الواقع ما زالت قائمة ؛ فلم يرد في كلّ أخبار أهل الإسلام أنّ المختار كذب على الحسين بعد استشهاده ، أو نسب إليه أمراً من الأمور .