نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 69
الجواب عن حديث الرضا مع
الجاثليق :
وفي سياق نقد المقدمة الثالثة بقي أن
نجيب عما أفاده من أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) أحتجّ
بهذا الواقع على الجاثليق .
وبغية بيان حقيقة الحال سنضطر أولاً
لسرد نص الحوار الذي دار بين الرضا وبين
الجاثليق وراس الجالوت وغيرهما .
نص الحديث :
روى هذا الحديث الرواندي (573هـ ) في الخرائج والجرائح ، قائلاً :
روي
عن محمد بن الفضل الهاشمي قال : لما توفي الإمام موسى بن جعفر (عليه
السلام) أتيت المدينة فدخلت على الرضا (عليه السلام) فسلمت عليه بالأمر وأوصلت
إليه ما كان معي وقلت إني صائر إلى البصرة وعرفت كثرة خلاف الناس وقد نعي إليهم
موسى (عليه السلام) وما أشك أنهم سيسألوني عن براهين الإمام فلو أريتني
شيئا من ذلك فقال الرضا (عليه السلام) :
لم يخف
عليّ هذا فأبلغ أوليائنا بالبصرة وغيرها أنّي قادمٌ عليهم ولا قوة إلا بالله .
ثمّ أخرَجَ
إليّ جميع ما كان للنبي (صلى الله عليه وآله) عند الأئمة من بردته وقضيبه وسلاحه
وغير ذلك فقلت ومتى تقدم عليهم ؟ قال : بعد ثلاثة أيام من وصولك ودخولك البصرة
.
فلما
قدمتها سألوني عن الحال فقلت لهم إني أتيت موسى بن جعفر (عليه السلام) قبل وفاته
بيوم واحد فقال : إني ميت لا محالة فإذا واريتني في لحدي فلا تقيمن وتوجه إلى
المدينة بودائعي هذه وأوصلها إلى ابني علي بن موسى فهو وصيي وصاحب الأمر بعدي ،
ففعلت ما أمرني به وأوصلت الودائع إليه وهو يوافيكم إلى ثلاثة أيام من يومي هذا
فاسألوه عما شئتم ، فابتدر للكلام عمرو بن هذاب من القوم ـ وكان ناصبياً
ينحو نحو التزيد والاعتزال ـ فقال :
يا محمد
إنّ الحسن بن محمد رجلٌ من أفاضل أهل هذا البيت في ورعه وزهده وعلمه وسنه وليس هو
كشاب مثل علي بن موسى ولعله لو سئل عن شيء من معضلات الأحكام لحار في ذلك ! فقال
الحسن بن محمد وكان حاضرا في المجلس : لا تقل يا عمرو ذلك فإنّ علياً على ما وصف
من الفضل وهذا محمد بن الفضل يقول إنه يقدم إلى ثلاثة أيام فكفاك به دليلاً وتفرقوا ، فلما كان في اليوم الثالث من دخولي
البصرة إذا الرضا (عليه السلام) قد وافى فقصد منزل الحسن بن محمد وأخلى له داره
وقام بين يديه يتصرف بين أمره ونهيه ، فقال : يا حسن بن محمد أحضر جميع القوم
الذين حضروا عند محمد بن الفضل وغيرهم من شيعتنا وأحضر جاثليق النصارى ورأس
الجالوت ومر القوم أن يسألوا عما بدا لهم ، فجمعهم كلهم والزيدية والمعتزلة
وهم لا يعلمون لما يدعوهم الحسن بن محمد ، فلما تكاملوا ثنى للرضا (عليه السلام)
وسادة فجلس عليها ثم قال :
نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 69