نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 56
نقد المقدمة
الثانية : [ عدم صحة رواية الغيبة يستلزم اتهام النبي بترك الواجب ] .
لا ريب في بطلان هذه المقدمة بعد استيعاب أمرين :
الأمر الأول : كشف المغالطة ومنع التلازم .
ثمة مغالطة ساقها البصري على الناس ، بيانها في مثالٍ يضرب ولا يقاس
: إنّه هنا أشبه بمن يقول : إنّ رفض حكومة صدام يستلزم ترك النظام !
في الواقع لا يسوق الاعتقاد بعدم صحة رواية كتاب الغيبة إلى اتهام
النبي بمخالفة الواجب ، كما لا يؤدي رفض حكم صدام إلى رفض مبدأ النظام ، اذ لا
ملازمة بين الأمرين .
وعليه : فإننا يؤمن بوقوع وصدور الوصية من النبي (صلى الله عليه وآله
) بلا ريب ، بيد أننا نناقش في رواية الشيخ الطوسي تحديداً .
وبصياغة منطقية : لا كلام لنا في الكبرى : وهي أنّ النبي قد أوصى ،
وإنما الكلام في الصغرى : هل رواية الطوسي تمثل وصية النبي ليلة وفاته بحيث يؤدي
عدم الأخذ بها إلى القول أنّ النبي مات ولم يوص ؟ !
الجواب : كلا ، لعدم انحصار وصية رسول الله بما روي في كتاب الغيبة !
فإنّ لوصية رسول الله مصاديق عديدة إحداها وأهمها : حديث الثقلين المتواتر الذي
ثلبه البصري بالإجمال([65]) لإنّه لم يبيّن فيه أسماء الأوصياء كما تقدّم في المبحث الأول ، وقد
وعدنا هناك باثبات بطلان هذا الإجمال المدعى .
فمما يكذّبه ورود حديث الثقلين مشتملاً على بيان أسماء الأوصياء ، من
ذلك ما رواه الخزّاز القمي ( من أعلام القرن
الرابع ) بسنده عن حذيفة بن اليمان عن
النبي (صلى الله عليه وآله ) أنّه قال :
إني تارك فيكم
الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ومن تمسك بعترتي من
بعدي كان من الفائزين ومن تخلف عنهم كان من الهالكين .
فقلت : يا رسول الله
على من تخلفنا ؟
نام کتاب : جدالٌ بالأحسَنِ معَ أَحمد الحسَن نویسنده : السید علي الحسیني جلد : 1 صفحه : 56