ان المراد بالمشاهدة ليس المشاهدة البصرية لشخص الامام المهدي (ع) فالكثير من الأخبار دلت على تشرف جملة من الناس بلقائه الشريف، لكن المعنى المراد من المشاهدة هو السفارة أو النيابة عن الامام المهدي (ع) وهذا ما يراه العلامة المجلسي ، فيقول:
لعله محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الاخبار من جانبه (ع) إلى الشيعة، على مثال السفراء لئلا ينافي الاخبار التي مضت وستأتي فيمن رآه (ع) والله يعلم ([42]).
لكن قد يرد إشكال على هذا التوجيه وهو: كيف يمكن حمل المشاهدة على السفارة أو النيابة مع العلم أن المشاهدة في اللغة لا تدل على أيٍ من المعنيين فهناك الكثير من الناس قد تشرفوا برؤيته لكنهم لم يدعوا النيابة أو السفارة؟
والجواب عن ذلك: حتى لو قيل إن المشاهدة هي الرؤية البصرية فهذا التوجيه يستلزم بالضرورة نفي السفارة والنيابة، فكيف يكون الشخص سفيراً للإمام وهو لم يره قط؟ ثم على فرض أن يكون الكلام والتوجيه بين الامام وبين سفيره بواسطة غير الرؤية البصرية فإنَّ تكذيب من يدَّعي المشاهدة يستلزم أيضاً تكذيب من يدَّعي ما هو أعظم منها وهي السفارة بالأولوية.