نام کتاب : وسائل الشيعة ( الإسلامية ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 20 صفحه : 196
489 - زرارة بن أعين بن سنسن ، شيخ من أصحابنا في زمانه ، ومتقدمهم وكان قارئا ، فقيها ، متكلما ، شاعرا أدبيا ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ثقة ، صادقا فيما يرويه ، قاله النجاشي والعلامة ، ووثقه الشيخ أيضا ، وروى الكشي وغيره أحاديث كثيرة جدا في مدحه وجلالته وتوثيقه ، تقدم بعضها في القضاء وروى أحاديث في ذمه ينبغي حملها على التقية ، بل يتعين ، وكذا ما ورد في حق أمثاله من أجلاء الامامية بعد تحقق المدح من الأئمة عليهم السلام . لما رواه الكشي عن حمدوية بن نصير ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ابن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن زرارة . وعن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن بن بندار جميعا ، عن سعد بن عبد الله عن هارون بن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، وابنيه الحسن والحسين عن عبد الله بن زرارة ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : اقرأ على والدك السلام وقل له : إنما أعيبك دفاعا مني عنك ، فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من قر بناه وحمدنا
( 489 ) النجاشي 125 خلاصة الرجال 38 جامع الرواة ج 1 ص 324 الفهرست ، 100 رجال الشيخ 201 و 350 و 123 رجال الكشي : 121 إلى 143 ، وأعين بفتح الهمزة وسكون العين وفتح الياء ، قال الطوسي في الفهرست ص 100 : زرارة بن أعين واسمه عبد رب يكنى أبا الحسن وزرارة لقب له ، وكان أعين بن سنسن عبدا روميا لرجل من بني شيبان تعلم القرآن ثم أعتقه فعرض عليه إن يدخل في نسبه فأبى أن يفعله وقال له : أقرني على ولائي وكان سنسن راهبا في بلد الروم ، وزرارة يكنى أبا علي أيضا ، والروايات التي ذكرها الكشي في 22 من صفحات كتابه في شأن زرارة تنقسم إلى قسمين : فبعض منها فيه المدح والثناء له والإشارة بمكانته السامية ومنزلته العظيمة عند الإمام الصادق وأبيه عليهما السلام وتقدمه على أصحابه في العلم والمعرفة وحفظ أحاديث أهل البيت عن الضياع والتلف ، وبعض منها يدل على عكس ذلك وان الرجل كان كذابا وضاعا مرائيا داسا في الأحاديث . والواقع إننا لو درسنا حالة الشيعة وما جرى عليهم من ضروب المحن وأصناف البلايا لإدراكنا سر هذه الأحاديث المنبئة عن ذم زرارة وأشخاص آخرين من أقطاب الشيعة وكبار أصحاب الأئمة ، ولا زالت صفحات التاريخ ناطقة بتلك المصائب التي لقيها عظماء الشيعة من الجائرين من بني أمية وبني العباس ، هذا معاوية يقتل حجر بن عدي وأصحابه لا لشئ الا لأنهم شيعة علي ، وهذا الحجاج يذبح جماعة من خيرة المسلمين والتابعين لا لذنب الا للمحبة التي يكمنونها بين جوانحهم تجاه الأئمة من آل البيت ، وهكذا بقية الجزارين الذين بنوا الدور والقصور على جثث ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وشيعتهم ومتابعيهم بغضا لآل البيت وإرهابا لطلاب الحق والحقيقة وكان من الطبيعي أن يتخذ الأئمة الهداة عليهم السلام التقية وسيلة لحفظ أصحابهم وشيعتهم وحقن دمائهم البريئة ، فكانوا يقولون في حق أصحابهم ما يرونه صالحا لوقايتهم عن التهم والشبهات امام أولئك الدجالين الذين كانوا يرتادون أندية الأئمة بين آونة وأخرى للتجسس لأسيادهم الطغاة وربما صدر عن المعصومين تكذيب أو تكفير أحد أصحابهم لهذا الغرض المقدس الذي لا محيص عنه ، وليس زرارة الا مثل الأصحاب الذين قال الأئمة فيهم ما قالوا ابقاء على سلامتهم وتحفظا على كرامتهم ، وأحسن دليل على ما قلنا ما جاء في حديث عبد الله بن زرارة حيث يقول له الإمام الصادق عليه السلام : " اقرأ مني على = \ والدك السلام وقل له : اني إنما أعيبك دفاعا مني عنك فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه لادخال الأذى فيمن نحبه . . . ويحمدون كل من عبناه نحن . . . فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك . . ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك فإنك والله أحب الناس إلي وأحب أصحاب أبي حيا وميتا " وقوله عليه السلام في حديث آخر : " رحم الله زرارة ابن أعين . . . لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي " وقوله لفيض بن المختار : " فإذا أردت حديثا فعليك بهذا " وأشار إلى زرارة ، وقوله في زرارة وآخرين من خاصته : " هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي . . . " إلى غير هذه من الكلمات التي تدل على أن الذم والتكذيب والتكفير إنما صدرت للدفاع والمحافظة والتقية ، ويمكن أن يكون هذه الأحاديث موضوعا مجعولا من المخالفين كما أن كثيرا من علماء الرجال قد ناقش في أسانيد هذه الأخبار الدالة على ذم زرارة وأمثاله وضعفوها تضعيفا لا يمكن معه الاستدلال بها .
نام کتاب : وسائل الشيعة ( الإسلامية ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 20 صفحه : 196