responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي    جلد : 3  صفحه : 87


كان والله شديد القوى ، بعيد المدى يقول فصلا [3] ويحكم عدلا ، تنفجر الحكمة من جوانبه ، وينطلق العلم من نواحيه ! ! ! لا يطمع القوي في باطله ولا يؤيس الضعيف من عدله [4] ، وكان والله يجيبنا إذا سألنا [ ه ] ويبدينا إذا أتينا [ ه ] ويلبينا إذا دعوناه ! ! ! وكان فينا كأحدنا ! ! !
وكان مع قربه بنا وتقربه الينا لا نكلمه هيبة ولا نبتديه جلالة ! ! ! وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله [5] قابضا على لحيته يتململ تململ السليم [6] ويبكي بكاء الحزين يناجي ربه ويعاتب نفسه ويقول :
يا دنيا [ يا دنيا إليك عني ] أبي تعرضت ؟ [7] أم بي تشوفت ؟ [8] هيهات هيهات لا حان حينك ( 9 )



[3] المدى - بفتح الميم - : المنتهى والغاية أي كان عليه السلام في منتهى الكمال وغاية العظمة والجلال لا يجاريه فيها أحد . و ( يقول فصلا ) أي يقول قولا يفصل بين الحق والباطل أو يفصل كل واحد من المتخاصمين عن الاخر بحل عويصتهم وتنجيز القضاء بينهم .
[4] أي كان عليه السلام لا يسلس قياده للقوي المائل بقوته إلى الزور والباطل كي يطمع في باطله ويتمادى في غيه لهظم حقوق الضعفاء . وكان عليه السلام باقباله على سماع حجة الضعيف وخفض جناحه له واهتمامه باحقاق حقه لا يؤيسه من عدله .
[5] سدول الليل : حجب ظلامه .
[6] يتململ : يضطرب ويتقلب من غم أو مرض . والسليل - كعليل - الملدوغ من حية أو نحوها .
[7] ما بين المعقوفين مأخوذ من نهج البلاغة . و ( إليك عني ) : بعد نفسك مني ووار شخصك عني . ( أبي تعرضت ) : أتصديت لي ؟ وطلبت وصلي ؟
[8] كذا في ترجمة ضرار من تاريخ دمشق ، وفي رواية أخرى منها وكذا في جل الطرق والمصادر : ( ألي تشوقت ؟ ) بالقاف . وفي النسخة الموجودة عندي من روض الجنان ( أم بي تسوفت ) بالسين المهملة والفاء ، ولم يحضرني للكلمة معنى يلائم السياق ، وكأنها مصحفة . والتشوف - بالشين المعجمة ثم الواو ثم الفاء - : التزين والتصقيل والتجلية . والتشوق - بالقاف - : اظهار الحنان والشوق الشديد .

نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي    جلد : 3  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست