نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 335
الصالحون آثارهم ، وسلكوا منهاجهم ، وألطفوا الفكر [13] وانتفعوا بالعبر ، وصبروا في هذا العمر القصير ، من متاع الغرور الذي يعود إلى الفناء ، ويصير إلى الحساب . نظروا بعقولهم إلى آخر الدنيا ولم ينظروا إلى أولها ، والى باطن الدنيا ولم ينظروا إلى ظاهرها ، وفكروا في مرارة عاقبتها فلم يستمرئهم [14] حلاوة عاجلها ، ثم ألزموا أنفسهم الصبر ، وأنزلوا الدنيا من أنفسهم كالميتة التي لا يحل لاحد أن يشبع منها الا في حال الضرورة إليها ! ! ! وأكلوا منها بقدر ما أبقى لهم النفس وأمسك الروح ، وجعلوها بمنزلة الجيفة التي اشتد نتنها فكل من مر بها أمسك على فيه ! ! ! فهم يبتلغون بأدنى البلاغ ، ولا ينتهون إلى الشبع من النتن ، ويتعجبون من الممتلئ منها شبعا ، والراضي بها نصيبا ! ! ! .
[13] أي أحسنوا الفكر ، وتأملوا بدقة وتلطف فانتفعوا بعبر الدنيا . [14] يقال : ( استمرأ الطعام ) : استطيبه وعده - أو وجده - مريئا .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 335