نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 223
وبرزوا للغيبة التي لا تنتظر معها الأوبة [2] واستعينوا على بعد المسافة بطور المخافة ، فكم من غافل وثق بغفلته وتعلل بمهلته ؟ ! فأمل بعيدا وبنى مشيدا ، فنغص بقرب أجله بعد أمله وفاجأه منيته بانقطاع أمنيته [3] فصار بعد العز والمنعة ، والشرف والرفعة ، مرتهنا بموبقات عمله ، قد غاب فما رجع ، وندم فما انتفع ؟ ! وشقي بما جمع في يومه ، وسعد به غيره في غده ! ! ! وبقي مرتهنا بكسب يده ، ذاهلا عن أهله وولده ، لا يغني ما ترك فتيلا [4] ولا يجد إلى مناص سبيلا . فعلام - عباد الله - المنعرج والمدلج ؟ [5] والى أين
[2] ( وبرزوا للغيبة ) أي انصبوا أنفسكم وانشروها وهيئوها للغيبة التي لا تنتظر معها الأوبة أي الرجعة إلى الدنيا . أو انها من ( برز الفرس ) : سبق الخيل في الميدان . أو من ( أبرز الرجل ) : عزم على السفر . [3] أي فصار بعد أمله مكدرا بقرب أجله ، وحال قرب الأجل بينه وبين الوصول إلى المأمول ، فلم يتم مراده . والمنية الموت . والأمنية : البغية وما يتمنى . [4] الفتيل : المفتول فعيل بمعنى المفعول من الفتل وهو اللي . ما فتلته بين أصابعك من الوسخ . ما يكون في شق النواة . وقيل : هوما في بطن النواة . يقال : ما أغني عنك فتيلا أي شيئا بقدر الفتيل . [5] هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : ( المنعرج والدلج ) والمنعرج : المنعطف والمرجع . والمدلج : المأوى يستكن فيها ويلجأ إليها من الحر والبرد وما لا يلائم .
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي جلد : 3 صفحه : 223