responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي    جلد : 3  صفحه : 104


- 24 - ومن كلام له عليه السلام في تعيير أهل الحل والعقد من الأمة بما فعلوا ، وانهم لو قدموا من قدمه الله وأخروا من أخره الله لاستقامت أمور المسلمين علما وعملا وسعادة وسيادة الكليني طيب الله رمسه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد الله [ الإمام جعفر ابن محمد الصادق ] عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
الحمد لله الذي لا مقدم لما أخر ، ولا مؤخر لما قدم .
ثم ضرب [ عليه السلام ] بإحدى يديه على الأخرى ثم قال :
أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو كنتم قدمتم من قدم الله ، وأخرتم من أخر الله ، وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها الله ، ما عال ولي الله ، ولا عال سهم من فرائض الله ! ! ! [1] ولا اختلف اثنان في حكم الله ، ولا



[1] الأول مأخوذ من ( العيل ) بمعنى الافتقار والاحتياج ، يقال : ( عال يعيل عيلا وعيلة وعيولا - كباع يبيع بيعا وبيعة وبيوعا - أي افتقر ، فهو عائل ، والمؤنث عائلة ، والاسم العيلة - كضربة - . والثاني مشتق من العول ، يقال : ( عال فلان في حكمه - من باب قال . - عولا ) : جار في حكمه ومال عن الحق . و ( عال يعول عولا ) في الميزان : نقص . وبهذا المعنى جاء من باب ( باع ) أيضا ، وسميت فريضة الوارث عولا وعائلة لميلها عن أهلها بالجور ونقصان سهامهم . ويقال : ( عالت الناقة ذنبها عولا ) : رفعته ، وسميت الفرائض بهذا المعنى أيضا عولا لأجل ارتفاعها على أصلها بزيادة السهام . ويقال : ( عال الرجل عولا ) : كثر عياله . وإنما سميت الفريضة عائلة بهذا المعنى لكثرة السهام فيها . ويقال : ( عال صبره عولا ) غلب . وعال الرجل : افتقر . وبهذين المعنيين جاء من باب ( باع ) أيضا ، وعلى هذين المعنيين سميت الفريضة عولا وعائلة ، لغلبة الفريضة ومغلوبية أهل السهام بورود النقص عليهم . ومحصل مراده عليه السلام من هذا الكلام انه لو قدمتم من قدمه الله وجعله خليفة على البرية ، وأعرضتم عن الجهال الذين انحط قدرهم عن شامخ مقام الولاية ، وأخرتهم حكمة الباري عن سمو الخلافة والإمامة ، لنلتم غاية الأمنية من سعادة الدنيا والآخرة ، وما افتقر فيكم أولياء الله ، وما ظلم أحد بنقصان حظه ، وعدم اعطاء سهمه ، من أجل جهالة الحكام والقضاة أو انحرافهما ولعشتم حميدا ومتم سعيدا لوصول كل ذي حق إلى حقه ، لحكم الوالي عن علم وعدل واتفاق الأمة على اتباع حكمه وامتثال أمره ، ولكن قدمتم من أخره الله وأخرتم من قدمه الله فحرمتم خير الدنيا والآخرة .

نام کتاب : نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة نویسنده : الشيخ المحمودي    جلد : 3  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست