نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 67
" قامت في هذه الأيام ضجّة حول مبدأ التمسك بالوطنيّة وترك ما عداها ، وأنصار هذه الدعوة رفعوا شعار ( الدين لله والوطن للجميع ) فقال المصريون منهم : نحن مصريون فرعونيون قبل كل شيء . وقال بعض السوريين : نحن فينيقيّون . وقال بعض العراقيين : نحن كلدانيّون . وقس على ذلك ، تريد كل فئة أن تتمسك بمجدها ، وتحتبس في حدودها غير ناظرة إلى ما يهدّدها من المخاطر من جراء عزلتها التي تجعلها فريسة سائغة لكل مستعمر قوي مختال " . ثم يقول في التعليق على ذلك : " معرفة الماضي يجب أن تكون أداة لاذكاء روح الحميّة والغيرة والعزّة والرفعة والاستقلال وهنا حدود الوطنيّة البريئة ، ولكن لا يجوز أن تتعداها إلى الصلف والكبرياء والعزلة والاغترار بالنفس وعدم الاعتراف للغير بفضائله ومحاسنه فهذا هو الطيش والحمق . الوطنية الصحيحة لا تقوم إلاّ على الأخلاق الفاضلة وهذه بدورها تستمد قوّتها من الدين الحنيف ، وتأريخ العراق قديمه وحديثه شاهد على ما نقول . ولذلك كان من أهم أغراض المستعمرين طمس معالم التاريخ القديم لتعليم النشء في المدارس لتضعف فيهم روح الاعتزاز بالماضي ، ويلقون في روعهم أنهم عالة على الأمم الأخرى ، ومحاربة الدين الإسلامي على الخصوص لأنّه يبعث في نفوس النشء الإسلامي الاحتفاظ بالكرامة ، ومبادئ الحرية والشجاعة وهذا ما لا يتفق مع سياسة المستعمر الغاصب في إخضاع الأمم الإسلاميّة وإذلالها . فالذين يدعون إلى القوميّة وترك الدين جانباً إنّما يدعون إلى قضية
مقدمة التحقيق 54
نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي جلد : 0 صفحه : 67