responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي    جلد : 0  صفحه : 36


ويبدو أنه قد أظهر نبوغاً علمياً ، واقتداراً خطابيّاً ، واستعداداً نفسياً لتحمل المسؤولية ، وخوض غمار العمل مع الأمّة ، الأمر الذي دعا مرجع الطائفة يومئذ وزعيمها الأوحد آية الله السيد أبو الحسن الأصفهاني لبعثه وكيلا عنه في الأمور الدينية والشؤون الاجتماعية إلى مدينة خرمشهر ( المحمّرة ) [1] ، حيث واصل عمله هناك مدّة ثلاث سنوات .
من خلال قراءة في أفكاره ومواقفه ومجمل أعماله نستطيع أن نكتشف أنه كان يمتلك شخصيّة حرّة في التفكير ، وأصيلة في الاتجاه بعيداً عن صور التبعيّة الفكرية والسياسية ، وبنفس هذه الطريقة أيضاً كان قد كوّن وجوده وبنى حياته العلمية والاجتماعية اعتماداً على الذات ، وثقةً بالنفس ، وتوكلا على الله تعالى .
فالظروف والمكوّنات العائلية والاجتماعيّة التي أحاطت به لم تكن تسمح بمثل هذا التكوين ، ولا تشجّع على بناء مثل هذه الشخصيّة العصاميّة في البعد العلمي والاجتماعي والسياسي .
ومن هنا فقد كان نموذجاً في أسرته وعشيرته ، كما هو نموذج فريد قياساً إلى طبيعة آفاق التفكير الحاكمة يومئذ في النجف الأشرف وخاصة في الوسط العربي من الحوزة العلميّة .
لقد عمل السيد القبانچي على التوفيق بين المنهجين : منهج الحوزة العلميّة المتفرّغ للدراسة والتأليف ومنهج الممارسة الخطابية المتفرّغ لدور المنبر الحسيني .
ولعلّ هذه العملية التوفيقيّة هي من النوادر التي تفرّد بها خطيب العلماء وعلاّمة الخطباء السيد القبانچي - أعلى الله شأنه - كما جاء على لسان معاصريه .
وقد كان يعي هذه الحقيقة جيداً ، ويقصدها تماماً ، فقد كان يقول : " أنا في النجف



[1] - هي من أكبر المدن العربيّة في جنوب إيران ، حيث كانت ترتبط فكرياً ودينياً بالمرجعية الدينية في النجف الأشرف - العراق .

مقدمة التحقيق 23

نام کتاب : مسند الإمام علي ( ع ) نویسنده : السيد حسن القبانجي    جلد : 0  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست