responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ عزيز الله عطاردي    جلد : 0  صفحه : 176


خلقه الذي خضع كل شئ لملكه وذل كل شئ لعزته واستسلم كل شئ لقدرته وتواضع كل شئ لسلطانه وعظمته وأحاط بكل شئ علمه وأحصى عدده .
فلا يؤده كبير ولا يعزب عنه صغير الذي لا تدركه أبصار الناظرين ، ولا تحيط به صفة الواصفين ، له الخلق والأمر والمثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم والحمد الله الذي شرع للإسلام دينا ، ففضله وعظمه وشرفه وكرمه و جعله الدين القيم الذي لا يقبل غيره ، والصراط المستقيم الذي لا يضل من لزمه و لا يهتد من صرف عنه .
وجعل فيه النور وبالبرهان والشفاء والبيان ، وبعث به من اصطفى من ملائكته إلى من اجتبى من رسله في الأمم الخالية والقرون الماضية حتى انتهت رسالته إلى محمد المصطفى عليه السلام ، فختم به النبيين وقفى به على آثار المرسلين ، وبعثه رحمة للعالمين وبشيرا للمؤمنين المصدقين ونذيرا للكافرين المكذبين لتكون له الحجة البالغة وليهلك من هلك عن بينه ويحيى من حي عن بينة ، وأن الله سميع عليم .
والحمد لله الذي أورث أهل بيته مواريث النبوة واستودعهم العلم والحكمة و جعلهم معدن الإمامة والخلافة وأوجب ولا يتهم وشرف منزلتهم ، فأمر رسوله بمسألة أمته مودتهم ، إذ يقول : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى ) وما وصفهم به من إذهابه الرجس عنهم وتطهيره إياهم في قوله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .
ثم إن المأمون بر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عترته ووصل في أرحام أهل بيته ، فرد ألفتهم وجمع فرقتهم ورأب صدعهم ورتق فتقهم وأذهب الله به الضغاين والإحن بينهم واسكن التناصر والتواصل والمودة والمحبة قلوبهم فأصبحت بيمنه وحفظه وبركته وبره وصلته أيديهم واحدة ، وكلمتهم جامعة ، وأهوائهم متفقة ، ورعي الحقوق لأهلها ووضع المواريث مواضعها ، وكافأ إحسان المحسنين وحفظ بلاء المبتلين وقرب وباعد

من حياة الإمام الرضا 79

نام کتاب : مسند الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ عزيز الله عطاردي    جلد : 0  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست