فقال : يا ريان إذا كان غدا وحضر الناس فاقعد بين هؤلاء القواد وحدثهم بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين ما أحسن من الحديث شيئا إلا ما سمعته منك . فقال : سبحان الله ما أجد أحدا يعينني على هذا الأمر لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري فقلت : يا أمير المؤمنين أنا أحدث عنك بما سمعته منك من الأخبار ؟ فقال : نعم ، حدث عني بما سمعته مني من الفضايل فلما كان من الغد قعدت بين القواد في الدار . فقلت حدثني أمير المؤمنين [1] عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه وحدثني أمير المؤمنين عن أبيه عن آبائه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي مني بمنزلة هارون من موسى ، وكنت أخلط الحديث بعضه ببعض لا أحفظه على وجهه وحدثت بحديث خيبر وبهذه الأخبار المشهورة . فقال عبد الله بن مالك الخزاعي رحم الله عليا كان رجلا صالحا وكان المأمون قد بعث غلاما إلي مجلسنا يسمع الكلام فيؤديه إليه ، قال الريان : فبعث إلى المأمون فدخلت إليه ، فلما رآني قال : يا ريان ما أرواك للأحاديث وأحفظك لها ؟ قال : قد بلغني ما قال اليهودي عبد الله بن مالك في قوله : رحم الله عليا كان رجلا صالحا والله لأقتلنه إنشاء الله . وكان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخص الناس عند الرضا عليه السلام من قبل أن يحمل وكان عالما أديبا لبيبا وكانت أمور الرضا عليه السلام تجري من عنده و على يده وتصيره والأموال من النواحي كلها إليه قبل حمل أبي الحسن عليه السلام فلما حمل أبو الحسن اتصل هشام بن إبراهيم بذي الرياستين وقربه ذو الرياستين وأدناه . فكان ينقل أخبار الرضا عليه السلام إلى ذي الرياستين والمأمون فحظي بذلك عندهما وكان لا يخفي عليهما من أخباره شيئا ، فولاه المأمون حجابة الرضا عليه السلام ، فكان لا