نام کتاب : عدم سهو النبي ( ص ) نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 4
يشبهون من يسمى من العامة بالسلفية والحشوية ، في المنهج الكلامي و العقائدي . فإن هؤلاء التزموا بنسبة السهو إلى فعل النبي صلى الله عليه وآله اعتمادا على رواية من أخبار الآحاد ، زعموا ورودها بذلك . ومضمونها أنه صلى الله عليه وآله صلى صلاة رباعية سلم فيها على ركعتين - سهوا - . فقال له رجل يسمى بذي اليدين : أقصرت الصلاة ، أو نسيت ؟ ! فقال صلى الله عليه وآله : كل ذلك لم يكن . ثم سأل صلى الله عليه وآله أبا بكر وعمر ، عما قاله ذو اليدين : أكان أم لم يكن ؟ ! فأخبراه أنه سلم على ركعتين ، فأتم النبي صلى الله عليه وآله صلاته . وقد تصدى الشيخ المفيد في هذا الكتاب لهؤلاء ، ولما استدلوا له من الأخبار . فابتدأ بذكر مسألة أصولية تميز حدود المباني المؤثرة في حسم مادة النزاع ، فذكر : 1 - أن البحث إنما هو حول عصمة الأنبياء ، وهي من مسائل العقيدة التي لا يمكن الاستدلال عليها بالظن ، لما قد ثبت في محله - من علم الكلام - من أن أصول الدين لا بد وأن تكون مستندة إلى العلم واليقين والاعتقاد الجازم . ولما ورد في الآيات القرآنية العديدة - التي استشهد بها الشيخ المفيد - من عدم جواز الاعتماد على الظن وأنه لا يغني من الحق شيئا . وهذه هي نقطة الافتراق بين أهل الاجتهاد والنظر وبين المقلدة . [1]