ثم علم الله عز وجل نبيه ( ص ) كيف ينفق ، وذلك أنه كانت عنده أوقية من الذهب ، فكره أن يبيت عنده ، فتصدق بها ، فأصبح وليس عنده شئ ، وجاءه من يسأله ، فلم يكن عنده ما يعطيه ، فلامه السائل ، واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه - وكان رحيما رقيقا [1] - فأدب الله تعالى نبيه ( ص ) بأمره ، فقال : * ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) * [2] . يقول : إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك ، فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت [3] من المال . فهذه أحاديث رسول الله ( ص ) يصدقها الكتاب ، والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين . وقال : أبو بكر عند موته حيث قيل له : أوص . فقال : " أوصي بالخمس ، والخمس كثير ، فإن الله تعالى قد رضي .
[1] في نسخة " ش " : ( رفيقا ) . [2] الاسراء ( 17 ) : آية 29 . [3] حسر البحر عن العراق والساحل يحسر : نضب عنه حتى بدا ما تحت الماء من الأرض . ( لسان العرب : ج 4 ، ص 189 " حسر " )