ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ، ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم قال : * ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) * [1] أفلا ترون أن الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه من الأثرة على أنفسهم ، وسمى من فعل ما تدعون الناس إليه مسرفا ، وفي غير آية من كتاب الله يقول : * ( إنه لا يحب المسرفين ) * [2] . فنهاهم عن الاسراف ، ونهاهم عن التقتير ، ولكن أمر بين أمرين ، لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه ، فلا يستجيب له ، للحديث الذي جاء عن النبي ( ص ) : " إن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم : رجل يدعو على والديه ، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال ، فلم يكتب عليه ، ولم يشهد عليه ، ورجل .