ابن رافع ، عن أبي الأحوص مولى أم سلمة ، قال إني مع الحسن ( عليه السلام ) بعرفات ، ومعه قضيب وهناك إجراء يحرثون ، فكلما هموا بالماء أجبل [1] عليهم ، فضرب بقضيبه إلى الصخرة ، فنبع لهم منها ماء ، واستخرج لهم طعاما [2] . 92 / 23 - وروى حميد بن المثنى ، عن عيينة بن مصعب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال الحسن لأخيه الحسين ذات يوم ، وبحضرتهما عبد الله بن جعفر : إن هذا الطاغية - يعني معاوية - باعث إليكم بجوائزكم في رأس الهلال . فما أنتم صانعون ؟ قال الحسين : إن علي دينا ، وأنا به مغموم ، فإن أتاني الله به قضيت ديني . فلما كان رأس الهلال وافاهم المال ، فبعث إلى الحسن بألف ألف درهم ، وبعث إلى الحسين بتسعمائة ألف درهم ، وبعث إلى عبد الله بن جعفر بخمسمائة ألف درهم ، فقال عبد الله بن جعفر : ما تقع هذه من ديني ؟ وما فيها قضاء ديني ولا ما أريد . فأما الحسن ( عليه السلام ) فأخذها وقضى دينه ، وأما الحسين ( عليه السلام ) فأخذها وقضى دينه ، وقسم ثلث ما بقي في أهل بيته ومواليه ، وفضل الباقي أنفقه في يومه ، وأما عبد الله ابن جعفر فقضى دينه ، وفضلت له عشرة آلاف درهم ، فدفعها إلى الرسول الذي جاء بالمال . فسأل معاوية رسوله : ما فعل القوم بالمال ؟ فأخبره بما صنع القوم بأموالهم [3] . 93 / 24 - وروى أبو أسامة زيد الشحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : خرج الحسن بن علي ( عليه السلام ) إلى مكة سنة من السنين حاجا حافيا [4] ، فورمت قدماه ، فقال له بعض مواليه : لو ركبت لسكن عنك بعض هذا الورم الذي برجليك .
[1] أجبل القوم : إذا حفروا فبلغوا المكان الصلب " الصحاح - جبل - 4 : 1650 " . [2] إثبات الهداة 5 : 160 / 37 ، مدينة المعاجز : 205 / 24 . [3] إثبات الهداة 5 : 160 / 38 ، مدينة المعاجز : 205 / 25 . [4] ( حاجا حافيا ) ليس في " ع ، م " .