نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 98
وقد أجمعوا على تكفير كل من لا يرى رأيهم من المسلمين ، وأباحوا دمه وماله وأهله ، وثاروا على المسلمين يقتلون من مر بهم كائنا من كان ، فكان ممن قتلوه عبد الله بن الخباب بن الأرت التميمي ، وبقروا بطن زوجته وهي حامل متم [134] . واستفحل شرهم ، فأتاهم أمير المؤمنين ناصحا لله تعالى ولكتابه ولرسوله وللمسلمين عامة ولهم خاصة ، فأعذر إلى الله تعالى فيما أوضحه لهم من الخطأ في خروجهم عليه وفيما احتج به عليهم مما يوجب رجوعهم إليه ، وفيما أنذرهم به إذا أصروا على البغي من سوء العاقبة في الدنيا بقتلهم ، وفي الآخرة بمصيرهم إلى النار وبئس القرار . ولكنهم أصروا على بغيهم لا يفيئون إلى شئ من أمر الله عز وجل على شاكلة من قوم نوح ( إذ جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ) وبذلك قتلهم أمير المؤمنين [1] ولم ينج منهم عشرة ، ولم يقتل ممن كان معه عليه السلام عشرة وكان قد أخبرهم بذلك أثناء احتجاجه عليهم فلم يرعووا . ثم انضم إلى هذا النفر اليسير - الذي لم يقتل من الخوارج - جماعة آخرون من أهل الضلال يرون رأيهم في التحكيم ، والخروج على الولاة ، فلما ولي عبد الله بن الزبير ظهر منهم جماعة في العراق مع نافع بن الأزرق ،
[134] مقتل ابن الخباب على أيدي الخوارج : راجع : أسد الغابة ج 3 / 150 ، الإصابة ج 2 / 294 . [1] عملا بأوامر الكتاب والسنة : أما الكتاب فقوله عز من قائل : ( فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله ) وقوله عز سلطانه : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويفسدون في الأرض أن يقتلوا ) الآية وحسبك من أوامر السنة ما سأتلوه عليك في الأصل ( منه قدس ) .
98
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 98