نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 66
وكيف يجوز على رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبين هذا الحكم لغير الوارث ويدع بيانه للوارث ؟ . ما هكذا كانت سيرته صلى الله عليه وآله إذ يصدع بالأحكام فيبلغها عن الله عز وجل ، ولا هذا هو المعروف عنه في إنذار عشيرته الأقربين ، ولا مشبه لما كان يعاملهم به من جميل الرعاية وجليل العناية . بقي للطاهرة البتول كلمة استفزت بها حمية القوم ، واستثارت حفائظهم ، بلغت بها أبعد الغايات ألا وهي قولها : " أم تقولون : أهل ملتين لا يتوارثان " تريد بهذا أن عمومات المواريث لا تتخصص بمثل ما زعمتم ، وإنما تتخصص بمثل قوله صلى الله عليه وآله : " لا توارث بين أهل ملتين " وإذن فهل تقولون ، إذ تمنعونني الإرث من أبي : إني لست على ملته ، فتكونون - لو أثبتم خروجي عن الملة - على حجة شرعية فيما تفعلون . فإنا لله وإنا إليه راجعون . [ المورد ( 8 ) نحلة الزهراء : ] وذلك أن الله عز سلطانه لما فتح لعبده وخاتم رسله حصون خيبر ، قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وآله صاغرين ، فصالحوه عن نصف أرضهم ( 1 ) فقبل ذلك منهم أفكان نصف فدك ملكا خالصا لرسول الله صلى الله عليه وآله إذ لم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب ، وهذا مما
( 1 ) وقيل : بل صالحوه على جميعها ( منه قدس ) .
66
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 66