نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 65
وكان يحرص بكل ما لديه على تأديبها وتهذيبها وتعليمها وتكريمها حتى بلغ في ذلك كل غاية ، يزقها المعرفة بالله والعلم بشرائعه زقا ، لا يألو في ذلك جهدا ، ولا يدخر وسعا حتى عرج إلى أوج كل فضل ، ومستوى كل كرامة فهل يمكن أن يكتم عليها أمرا يرجع إلى تكليفها الشرعي ؟ حاشا لله ، وكيف يمكن أن يعرضها - بسبب الكتمان - لكل ما أصابها من بعده في سبيل الميراث ، من الامتهان بل يعرض الأمة للفتنة التي ترتبت على منع إرثها . وما بال بعلها خليل النبوة ، والمخصوص بالأخوة ، يجهل حديث " لا نورث " مع ما آتاه الله من العلم والحكمة ، والسبق ، والصهر ، والقرابة ، والكرامة والمنزلة ، والخصيصة ، والولاية ، والوصاية ، والنجوى ، وما بال رسول الله صلى الله عليه وآله يكتم ذلك عنه ، وهو حافظ سره ، وكاشف ضره وباب مدينة علمه ، وباب دار حكمته ، وأقضى أمته ، وباب حطتها ، وسفينة نجاتها وأمانها من الاختلاف . وما بال أبي الفضل العباس وهو صنو أبيه ، وبقية السلف من أهله ، لم يسمع بذلك الحديث . وما بال الهاشميين كافة وهم عيبته وبيضته التي تفقأت عنه ، لم يبلغهم الحديث حتى فوجئوا به بعد النبي صلى الله عليه وآله . وما بال أمهات المؤمنين يجلهنه فيرسلن عثمان يسأل لهن ميراثهن من رسول الله [94] .
[94] أزواج النبي صلى الله عليه وآله يرسلن عثمان حول ميراثهن : راجع صحيح الترمذي ك السير باب - 44 - ج 4 / 157 ، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 16 / 220 و 223 ، الصواعق لابن حجر ص 22 ط الميمنية ، معجم البلدان للحموي ج 4 / 239 ، فتوح البلدان للبلاذري ص 43 .
65
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 65