نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 162
عن الفهم ، وما كان ليخفى عليه من هذا الحديث ما ظهر لجميع الناس ، لأن القروي والبدوي إنما فهما منه أن ذلك الكتاب لو كتب لكان علة تامة في حفظ كل فرد من الضلال ، وهذا المعنى هو المتبادر من الحديث إلى إفهام الناس . وعمر كان يعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله لم يكن خائفا على أمته أن تجتمع على الضلال ، إذ كان يسمع قوله صلى الله عليه وآله : لا تجتمع أمتي على الضلال ، ولا تجتمع على الخطأ ، وقوله : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق . ( الحديث ) [218] . وقوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) [219] إلى كثير من نصوص الكتاب والسنة الصريحة بأن الأمة لا تجتمع بأسرها على الضلال ، فلا يعقل مع هذا أن يسنح في خاطر عمر أو غيره أن النبي صلى الله عليه وآله حين طلب الدواة والبياض كان خائفا من اجتماع أمته على الضلال . والذي يليق بعمر أن يفهم من الحديث ما يتبادر منه الأذهان ، لا ما تنفيه صحاح السنة ومحكمات القرآن ، على أن استياء النبي صلى الله عليه وآله منهم المستفاد من قوله : " قوموا " دليل على أن الذي تركوه كان من الواجب عليهم ، ولو كانت معارضة عمر عن اشتباه منه في فهم الحديث كما زعموا ، لا زال النبي
[218] قوله صلى الله عليه وآله : " . . . لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق . . . " . راجع : كنز العمال ج 1 / 185 ح 1030 و 1031 ط 2 و ج 1 / 160 ح 910 ط 2 ، الدر المنثور للسيوطي ج 2 / 222 ط 1 . [219] سورة النور آية : 55 .
162
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 162