نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 90
لما يشفق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله " 1 ، ومعلوم أن الحجارة جماد ولا تعلم فتخشى ، أو تحذر أو ترجو أو تأمل ، وإنما المراد بذلك تعظيم الوزر في معصية الله ، ما يجب أن يكون العبد عليه من خشية الله . وقد بين الله تعالى ذلك بقوله في نظير ما ذكرناه : " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال وقطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا " 2 فبين بهذا المثل عن جلالة القرآن وعظيم قدره . وعلو شأنه ، وأنه لو كان كلام يكون به ما عدده 3 ووصفه [ 21 ظ ] لكان بالقرآن ذلك وكان القرآن به أولى لعظم قدره على سائر الكلام ، وجلالة محله حسب ما قدمناه . فصل . وقد قيل إن المعنى في قوله : " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال " عرضها على أهل السماوات وأهل الأرض وأهل الجبال ، والعرب تخبر عن أهل الموضع بذكر الموضع وتسميهم باسمه . قال الله عز وجل : " وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها " 4 يريد أهل القرية وأهل العير ، فكان العرض على أهل السماوات وأهل الأرض وأهل الجبال قبل خلق آدم 5 ، وخيروا بين التكليف بما كلف به آدم وبنوه ، فأشفقوا من التفريط فيه واستعفوا منه فأعفوا 6 ، وتكلفه الناس ففرطوا فيه . وليس الأمانة على ما ظنه السائل أنها الوديعة 7 وما في بابها ، لكنه 8 التكليف الذي وصفناه وهذا يسقط الشبهة التي
1 - سورة البقرة ( 2 ) : 74 . 2 - سورة الرعد ( 13 ) : 31 . 3 - حش ، رض ، مل ، مر ، رض 2 : عده . 2 - سورة يوسف ( 12 ) : 82 . 5 - رض : + عليه السلام . 6 - حش ، رض ، مل : + منه . 7 - رض . مل : إنما هي الوديعة . 8 - رض ، مل : لكنهما .
90
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 90