نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 89
فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا " 1 فقال 2 [ 20 و ] : فهل يجوز العرض على الجماد والتكليف له ؟ أوليس الامتناع من ذلك كفرا ؟ وهل كان العرض على سبيل التخيير أم على الإيجاب ؟ فإن كان على الإيجاب فقد وقع العصيان ، وإن كان على التخيير فقد جاز حظر 3 الأمانة وترك أدائها . والجواب 4 أنه لم يكن عرض في الحقيقة على السماوات والأرض والجبال بقول صريح ، أو دليل ينوب مناب القول ، وإنما الكلام في هذه الآية [ مجاز ] 5 أريد به الايضاح عن عظم الأمانة وثقل التكليف بها وشدته على الانسان ، وأن السماوات والأرض والجبال لو كانت ممن يعقل لأبت 6 حمل الأمانة لو عرضت عليها 7 ، وقد تكلفها الانسان ولم يؤد مع ذلك حقها . فصل . ونظير ذلك قوله تعالى : " تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا " 8 ومعلوم أن السماوات والأرض والجبال جماد لا تعرف الكفر من الإيمان ، ولكن المعنى في ذلك إعظام ما فعله المبطلون ، وتفوه به الضالون ، وأقدم عليه المجرمون من الكفر بالله تعالى ، وأنه من عظمه جار مجرى ما يثقل 9 باعتماده على السماوات والأرض والجبال من الأحمال وأن الوزر به 10 كذلك ، فكان الكلام في معناه بما جاء به التنزيل مجازا واستعارة كما ذكرناه . فصل . ومن ذلك قوله تعالى : * ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها
1 - سورة الأحزاب ( 33 ) 72 . 2 - حش : رض ، مل : وقال . 3 - حش : خفر . رض ، مل : حقر ، 2 - رض : فصل والجواب . 5 - ساقطة في الأصل ، أثبتناها عن باقي النسخ . 6 - حش ، رض ، مل : لأبي . 7 - حش ، رض ، مل : عليه . 8 - سورة مريم ( 19 ) : 90 . 9 - رض : تنتقل . 10 - حش : رض : الوزرية .
89
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 89