نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 87
ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون " 1 ، فدل على أن عاقبة الخمر ترك الصلاة ، والإعراض عن ذكر الله ووقوع البغضاء والعداوة بين الناس ، وما كان هذا عاقبة فهو قبيح . ومعلوم أن شرب قليل الخمر يدعو إلى هذا الكثير الذي نص الله على الفساد به ، فدل على أن شرب القليل والكثير من المسكر محرم في كل شرع بهذا الضرب من الاعتبار ، ووافق ذلك ما جاءت به عن الأئمة الصادقين عليهم السلام الآثار 2 . وأما إباحة لحم الفيل والقرد والدب وأشباهها مما لم يأت بإباحته شريعة ، فقد عرفنا تحريمه في كل شرع . ولسنا نعلم للعقلاء حالا قبل الشرع [ 20 ظ ] فنتكلم عليها فإن كنا لو قدرناها لوجب الوقف عندنا في الحظر والإباحة ، لما لا تدل 3 العقول على حسنه وقبحه من الأشياء . وأما لحم الخنزير فالنصارى تزعم أن المسيح عليه السلام أباحهم أكله . ولسنا نثق بدعواهم وإن كنا نجوز ، صحتها في العقول ، فإن بطلت فقد كفينا 5 الكلام على وجه حظره بعد إباحته ، وإن صحت فالوجه في حظر المستقبل منه بعد إباحته في الماضي 6 ما قدمناه 7 ، وفي ذلك كفاية ، والمنة لله . المسألة الإحدى والثلاثون وسأل عن قوله تعالى : * ( ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون " 8 قال :
1 - سورة المائدة ( 5 ) : 90 ، 91 . 2 - مل : فهذا الضرب من الاعتبار وافق ما جاءت به من الأئمة الصادقين عليهم السلام بالآثار . 3 - حش ، رض ، مل : لا يدل . 2 - رض : مل : وإن كان يجوز . 5 - رض : اكفينا . 6 - مل : أباحته الماضية . 7 - في الأصل وحش : بما قدمناه ، صححناها على مل و رض . 8 - سورة ص ص ( 38 ) : 69 .
87
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 87