نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 85
من أجل نفسه ، ولا للكفر بفرضه والعناد لله في تعظيمه ، . إنما قصدوه لغيره ممن لم يكن له عند الله تعالى من الحرمة كحرمة ، بل لم يكن لأكثرهم عند الله سبحانه حرمة في الدين ، لضلالهم عن الهدى ، وسلوكهم في الأفعال والأقوال طريق الردى 1 . وهذا يوضح عن فرق ما بين الجرمين 2 ويفصل بين أحكام 3 المعصيتين ، والله ولي التوفيق . المسألة الثلاثون وسأل هل يجوز أن يحسن الله قبيحا في حال ، ويقبحه في أخرى ، مثل شرب الخمر وأكل لحم الخنزير والقتل والربا والزناء ؟ وهل كانت هذه الأشياء محللة ثم حرمت ، أم لم تزل محرمة غير محللة ؟ والجواب ، عن ذلك ، أن الله تبارك . تعالى لا يحسن قبيحا ولا يقبح حسنا ، إذ تقبيح الحسن وتحسين القبيح باطل ، لا يقع إلا من جاهل بحقيقتهما ، أو متعمد للكذب في وصفهما بغير صفتهما . والله ، تعالى 5 عن ذلك علوا كبيرا . فصل . وقد تدخل على العامة شبهة في هذا الباب يعترضهم شك في النسخ ، وحظر ما كان مباحا وإباحة ما كان محظورا ، فيتوهمون أن الله تعالى حسن قبيحا وقبح حسنا . وليس الأمر كما ظنوه . وذلك أن الحسن والقبح 6 إنما هما وصفان للأفعال ، فالأفعال التي مضت وتعلق بها الحظر كانت قبيحة . وما مضى مما تعلقت به الإباحة والأمر بها كان حسنا . فإذا طرأ الحظر على أفعال في المستقبل كان ما يتعلق به ذلك في المستقبل قبيحا وما مضى منه حسنا . والأفعال المستقبلة غير
1 - " الردى " ساقطة في الأصل . أثبتناها عن باقي النسخ . 2 - حش : الحرمتين ، مر ، رض 2 : الأمرين . 3 - حش : + المقصدين . 2 - رض : فصل والجواب . 5 - رض : مل : يتعالى . 6 - رض ، مل : القبيح .
85
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 85