نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 81
قلنا إن الحياة بعد النقلة عن هذه الدار تعم أهل الكفر والإيمان لم يفسد ذلك علينا أصلا في الدين . وكانت الحياة لأهل الإيمان شرطا في وصول اللذات إليهم ، والحياة لأهل الكفر شرطا في وصول الآلام إليهم بالعقاب 1 . المسألة السادسة والعشرون وسأل فقال : خبرني 2 عن قول الله تعالى : * ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) * 3 . فالوحي قد عرفناه فما الحجاب ؟ وهل يقع الحجاب إلا على محدود وكيف صورة الكلام ؟ والجواب 4 ، أن الوحي الذي عناه الله تعالى في هذه الآية ما سمعه الرسول بغير واسطة ، والمسموع من وراء الحجاب هو الكلام [ 18 ظ ] الذي تؤديه 5 الوسائط إلى الرسل والبشر من غيرهم ، وليس الحجاب المعني في هذه الآية هو الشئ الذي يستر المتكلم عمن كلمه ، ويحول بينه وبين مشاهدته كما ظنه السائل ، لكنه ما وصفناه من الرسل والوسائط بين الخلق وبين الله تعالى ، فشبههم بالحجاب الذي يكون بين الانسان وبين غيره عند الكلام ، فيسمعه من ورائه ولا يرى المتكلم من أجله ، والعرب تستعير للتشبيه والتمثيل ، ولا تضع ذلك موضع الحقائق ، إذ لو وضعته موضع الحقيقة لم تكن مستعيرة للأمثال . وقد قال الله عز ا سمه : * ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) * 6 . فصل . وأما قوله : كيف صورة الكلام ؟ فالكلام أيضا مما لا صورة له لأنه عرض لا يحتمل التأليف ، والصورة هي ذات التأليف . غير أنا نراه أراد بالصورة الحقيقة ،
1 - رض : بالعذاب . 2 - رض ، مر : أخبرني . 3 - سورة الشورى ( 42 ) : 51 . 4 - رض ، مل : فصل . والجواب . 5 - حش ، مل ، مر ، رض 2 : يؤديه . 6 - سورة العنكبوت ( 29 ) : 43 .
81
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 81