نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 54
الإمامة ، من عقل ولا عادة ولا شرع ولا لسان . وقد استخلف رسول الله صلى الله عليه وآله ابن أم مكتوم على الصلاة في المدينة 1 ، ولم يكن ذلك دليلا على استخلافه في الأنام 2 . وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمرو بن العاص على أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح ، وغيرهم من المهاجرين الأولين ، واستخلفه عليهم في الحرب والصلاة ، ولم يكن ذلك دليلا على استخلافه في الإمامة العظمى على الأنام . واستخلف عمر بن الخطاب صهيبا مولاه على الصلاة بالمسلمين في مدة أيام الشورى ، ولم يكن في ذلك دليل على استخلافه في مقامه على الأنام . هذا وهم أنفسهم يروون عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : " صلوا خلف كل بر وفاجر " 3 ، فأباح الصلاة خلف الفجار ، وما أباحه لأمته جاز أن يتولى فعله ، فلا يكون في تقديمه 4 رجلا للصلاة بالناس دليل على بره وطهارته ، فضلا عن أن يكون في دليل على إمامته للأنام 5 ، مع أنهم قد ناقضوا فيما اعتقدوه ورووه من الأخبار ، فرووا أن النبي صلى الله عليه وآله قال : " يؤمكم خياركم 6 " فأوجب 7 بهذا القول إلى 8 أن يكون الإمام خيرا من المأموم .
1 - حش ، رض ، مل : بالمدينة . 2 - رض : في الإمامة . 3 - روي البيهقي ( في السنن الكبري 4 / 19 ) بإسناده عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : صلوا خلف كل بر وفاجر ، وصلوا على كل بر وفاجر ، وجاهدوا مع كل بر وفاجر . وراجع أيضا : كنز العمال 6 / 54 ح 14815 . 2 - رض : تقديم النبي صلى الله عليه وآله . 5 - رض ، مل : الأنام . 6 - في كنز العمال 7 / 596 ح 20433 : إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم . 7 - رض ، مل : فوجب . 8 - " إلى " ليست في رض ومل .
54
نام کتاب : المسائل العكبرية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 54