نام کتاب : الغيبة نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 209
يوم كذا ، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وترى الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشر ذمة من فتيان العرب ، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا ، لابسة حريرين صفيقين [1] تمتنع من العرض ، ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها ، وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق فاعلم أنها تقول واهتك ستراه . فيقول بعض المبتاعين : علي ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة . فتقول له بالعربية : لو برزت في زي سليمان بن داود ، وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فاشفق على مالك . فيقول النخاس : فما الحيلة ولابد من بيعك . فتقول الجارية : وما العجلة ولابد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته . فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس [2] وقل له : إن معك كتابا ملصقا [3] لبعض الاشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه ، فناولها [4] لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك . قال بشر بن سليمان : فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن عليه السلام في أمر الجارية فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا وقالت لعمر [5] بن يزيد :
[1] الصفيق من الثوب ما كثف نسجه . [2] في نسخ " أ ، ف ، م " عمرو بن يزيد النخاس . [3] في البحار ونسخة " ح " ملطفة . [4] في البحار : تناولها . [5] في نسخ " أ ، ف ، م " عمرو بن يزيد .
209
نام کتاب : الغيبة نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 209