نام کتاب : أقسام المولى نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 5
المتواتر ، فقد احتوى على قرائن داخلية وخارجية تعين المعنى الأول ، الذي هو الأصل في اللغة أيضا . فذكر الشيخ : أن ما جاء في لفظ الحديث من تفريع قوله صلى الله عليه وآله : " . فعلي مولاه " بحرف ( الفاء ) العاطفة ، التي لا يبتدأ بها الكلام ، يقتضي تفريع هذا على ما جاء في صدر الحديث الذي قرر فيه النبي صلى الله عليه وآله ولاية نفسه بقوله " من كنت مولاه . . . " الذي يراد به أولويته على الناس وفرض طاعته وإمامته عليهم ، بلا ريب . واستند الشيخ في دعم كلامه هذا إلى ما ثبت من حكمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مشيه على عرف أهل اللسان في التعبير والتخاطب عند إرادته البيان ، فقال : إذ لو لم يرد ذلك ، وأراد ما عداه ، لكان مستأنفا لمقال لا تعلق له بالمتقدم ، جاعلا لحرف العطف ( الفاء ) حرف الاستيناف ، وهذا لا يقع إلا من أحد نفسين : 1 - جاهل باللغة والكلام . 2 - قاصد إلى التعمية والألغاز . ورسول الله صلى الله عليه وآله يجل عن الوصفين ، وينزه عن النقص في الصفات . وخلاصة مراد الشيخ : أن الكلام إنما يلقى بغرض التفهيم والتفاهم بين الناس ، والعارف باللغة إنما يريد ما هو الظاهر منه ، وإلا لنصب قرينة على إرادته غير الظاهر ، ومع عدم نصبها فالكلام يحمل على ظاهره ، وما هو الأصل فيه ، و دعوى عدم إرادة الظاهر ولو مع عدم نصب القرينة على غير الظاهر ، لا تصدر إلا ممن يجهل بأصل اللغة ، وبأساليب التعبير المتعارفة عند البشر ، أو يكون ذلك
5
نام کتاب : أقسام المولى نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 5