responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 82


الحقايق ولا عبرة بانكار بعض أهل الظواهر ( 1 ) إذ الحقيقة الواحدة يختلف صورها باختلاف المواطن فيتحلّى في كلِّ موطن بحلية ويتزيّا في كلِّ نشأة بزيّ ، وهو مذهب الخواصّ من أهل التحقيق وتوضيحه ما أشار إليه الشيخ في الأربعين من أنّ سنخ الشئ وأصله أمر مغاير لصورته التي يتجلّى بها على المشاعر الظاهرة ويلبسها لدى المدارك الباطنة وأنّه يختلف في تلك الصور بحسب المواطن والنشآت فيلبس في كلِّ موطن لباساً ويتجلبب في كلِّ نشأة بجلباب كما قالوا : إنّ لون الماء لون إنائه وأمّا الأصل الذي يتوارد عليه هذه الصور ويعبّرون عنه تارة بالسنخ وتارة بالوجه ومرَّة بالرّوح فلا يعلمه إلاّ علاّم الغيوب ، فلا بعد في كونه متلبساً في موطن بالصورة الملكيّة أو العرضية وفي آخر بالصورة الإنسانية أو الجوهرية ، وأيّده بمؤيّدات لا يليق المقام ذكرها وإنّما أتاه بصورة إنسي لا بصورة ملكيّة ليعرف ذلك العابد أنّه من جنسه ولا يعلم أنّه ملك لأنّه أدخل في الامتحان ، أو لعدم استعداد العابد لرؤية الملك بصورته الأصليّة أو لعدم قدرته على تحمّل هيبة الصورة الملكيّة ، وفيه دلالة على تحقق المكاشفة وظهور الأشياء الملكوتيّة والآثار الربوبيّة التي حجبتها الشواغل الجسميّة والعوايق البدنيّة والعلائق البشريّة من مشاهدتها على بعض النفوس العارية عن هذه الشواغل ، الخالية عن تلك المواضع ، المرتاضة بأنحاء الرِّياضة ، الممتازة بأنواع العبادة . والشواهد عليها من القرآن والأخبار كثيرة فلا عبرة بانكار المنكرين ( فقال ) أي العابد ( له ) أي للملك ( من أنت ؟ قال :
أنا رجل عباد ) لم يرد أنّه رجل بحسب الحقيقة حتّى يلزم انقلاب المهية بل أراد أنّه رجل بحسب الصورة ويصدق عليه مفهومه بحسب الرؤية وفائدة الاخبار باعتبار الوصف ( بلغني مكانك ) أي نزاهة مكانك أو منزلتك أو موضعك ( وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك ) فيه ترغيب في الميل إلى الصالحين والرِّفاقة معهم في العبادة ( فكان معه يومه ذلك فلمّا أصبح قال له الملك : إنّ مكانك لنزه ) بالغ في التأكيد ( 2 ) مع أنّ نزاهة المكان أمر محسوس غير قابل للإنكار لأنّه رأى العابد مشتغلا بعبادة ربّه معرضاً عمّا سواه بحيث لا يخطر بباله المكان والمكانيات أصلا بل كأنّه ينكر وجود غيره بالكليّة فهو بهذا الاعتبار صار منكراً مصراً فناسب الخطاب معه تأكيداً بليغاً ( وما يصلح


1 - « بانكار بعض أهل الظواهر » هذا الكلام من الشارح تصريح بعدم كون ما يرى من الملائكة في الصورة الجسمية عين صورتهم بل يتلبسون بها وكذلك تصريح بتجسم الأعمال ، وقال الفاضل العلامة المجلسي رحمه الله في حق اليقين ما معناه بعضهم قائلون بتجسم الأعمال ويقولون يجوز تبدل الصور باختلاف النشآت والعوالم كما يتمثل العلم في الرؤيا باللبن أو الماء وهذا شئ بعيد في العقل ولا يوافق المعاد الذي يعتقده المسلمون - إلى آخر ما قال - والحق ما قاله الشارح ، إنه ليس بعيداً في العقل ( ش ) . 2 - يعني « أن » و « اللام » في قوله « ان مكانك لنزه » مشتمل على التأكيد وانما يؤكد الكلام إذا كان المخاطب منكراً مع كون النزاهة محسوسة لا يقبل الانكار فأجاب الشارح ( ش ) .

82

نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست