* الأصل : 22 - « عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن عبد الله ابن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : حجّة الله على العباد النبيُّ ، والحجّة فيما بين العباد وبين الله العقل » . * الشرح : ( عليُّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان ) مشترك بين الضعفاء ( عن علي بن إبراهيم ) الظاهر أنّه علي بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيد الله بن الحسين بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب أبو الحسن الجوّاني بفتح الجيم وتشديد الواو ثقة صحيح الحديث ( عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال حجّة الله على العباد النّبي والحجّة فيما بين العباد وبين الله العقل ) هذا الحديث والله أعلم يحتمل وجوهاً الأوّل ما أشار إليه بعض الأفاضل وهو أنّ الحجّة الموصلة للعباد إلى السعادة والنجاة بعد الاعتقاد بإلهيّته تعالى وهو النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) ، والحجّة فيما بينه وبين العباد بمعرفته تعالى وحجيّة النبيّ بما عداها ممّا لا يدلُّ عليه دليل ولا يتحصّل له منى إذ النبيُّ حجّة أيضاً في معرفته تعالى وصفاته والعقل حجّة فيما عداها أيضاً الثاني أنّ النبيَّ حجّة الله الموصلة لعباده إلى الطريق الحقِّ والباطل وطريق الخير والشرّ كلّها يعني يهديهم إليها والعقل هو الحجّة بينه تعالى وبين العباد الموصلة لهم إلى تصديق نبيّه والاذعان لكلِّ ما أخبر به وفي تغيير الاُسلوب إشارة إلى ما بينهما من التفاوت في الظهور والخفاء ، الثالث أنّ النبيّ حجّة الله على عباده على سبيل التفضّل لقطع أعذارهم كما يشعر به لفظة « على » والعقل هو الحجّة الكافية في الحقيقة بينه وبين العباد ولو أبى عن الحقِّ فإنّما هو لسوء تدبيرهم وبطلان استعدادهم لأمر عرض له بمجاورة الأبدان لا لنقصان في ذاته ، الرابع أنَّ حجّيّة النبيِّ مختصة بالله سبحانه ومن صنعه تعالى وليس للعباد مدخل فيها كما يشعر به الإضافة وحجيّة العقل غير مختصّة به تعال بينه وبين عباده ولهم مدخل فيها وذلك لأنَّ الله تعالى خلق العقل قابلا لجميع الكمالات البشريّة ومن الظاهر أنّه لا يتّصف بالحجيّة حتّى يتّصف بالكمال في الجملة إذ هو في حيّز القوّة المحضة ليس حجّة واتّصافه بالكمال بسعي العباد وطلبهم وحسن تدبيرهم فلهم مدخل في حجيّته . الخامس بين الاحتياج إلى الحجّتين والتغيير في الاُسلوب إنّما هو لمجرَّد التفنّن والمقصود أنَّ حركة العبد نحو المقصود لا تحصل إلاّ بدليل خارجي هو النبيُّ ودليل داخليّ هو العقل أمّا الثاني فلأنَّ الوصول إلى منازل القرب لا يتصوَّر إلاّ بالاتّصاف بالفضايل والتجرُّد عن الرَّذايل وذلك لا يمكن إلاّ بعد معرفة الفرق بينهما ومبدء تلك المعرفة هو العقل وأمّا الأوّل فلأنّ