responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 299


علماً بكلِّ بشئ يعلم الكلمة الّتي تصلح أن تليه ويعلم وجوه المعاني ومواضع استعمالات الكلام وحسن ابتدائها واختتامها حتّى لو أريد تغيير شئ منها بأحسن من ذلك لم يمكن ولم يوجد وليس في قدرة البشر أن يحيطوا علماً بكلِّ شئ فلذلك تجد الفصيح منّا قد يصنع الخطبة ثمّ لا يزال ينقّح ويبدّل . وما ذلك إلاّ لأنّه ظهر له الآن ما لم يكن له ظاهراً قبل فلذلك صار القرآن حجّة على النّاس إلى يوم الدِّين لأنّه لما نزل قوله تعالى ( فأتوا بسورة من مثله ) قال كلُّ فصيح من الفصحاء : ما بال هذا الكلام لا يؤتى بمثله فلمّا تأمّله تبيّن له ما تبيّن وصحّ عنده لا قدرة له على مثله وأنّه من الله العزيز العليم فمنهم من آمن ومنهم من أبي حسداً ، وقامت بهم الحجّة على أهل العالم لأنّهم كانوا من أرباب الفصاحة فإذا عجزوا فغيرهم أعجز وإلاّ فليأتوا بسورة من مثله ، وذهب الأشعريُّ إلى أنَّ إعجازه بالصرفة ( 1 ) ومعناها أنَّ الفصحاء كانوا قادرين على الإتيان بمثله إلاّ أنَّ الله سبحانه صرف الهمّة عنهم ، وهو بهذا الوجه أيضاً وإن كان آية من آيات الرِّسالة إلاّ أنّه تحكّم محض وقول بلا حجّة ، والوجه هو الأول . وله مع ذلك فضل على غيره من المعجزات لأنَّ كلَّ معجزة غيره لانقراضها لم يشاهد وجه إعجازها إلاّ من حضرها وهو باق إلى قيام الساعة ففي كلِّ زمان يحدث من يشاهد وجه إعجازه ويتجدَّد إيمانه ولأنَّ فائدة غيره إنّما هي إثبات الرِّسالة فقط ، وفائدته إثباتها مع اشتماله على علم الأوَّلين والآخرين ، وعلم ما كان وما يكون ، وعلم ما جاء به الرَّسول ( صلى الله عليه وآله ) من الوعد والوعيد والمواعظ والنصايح وجميع ما يحتاج إليه الاُمة إلى يوم القيامة .
( قال : فقال ابن السكيت : بالله ما رأيت مثلك قطّ ) بالله بدون ألف قبل الجلالة على ما هو المصحّح من النسخ ولفظه « باء » تحتمل وجهين :
الأوّل أن يكون باء القسم أو تاؤه ، والثاني أن يكون حرف النداء للتعجّب ولمّا وقف ابن السكيت على سبب اختصاص كلِّ نبي بإعجاز مخصوص من كلام معدن الرِّسالة مدحه بقوله « ما رأيت مثلك قطّ » يعني في العلوم وحضور الجواب ، مصدِّراً بالقسم ترويجاً للمدح وتنبيهاً على أنّه من صميم


1 - ولا ريب أن التعمق في البحث عن وجه إعجاز القرآن وسوسة فإنه إذا ثبت أن أحداً لم يأت بمثله من صدر الإسلام إلى الآن فهو معجز قامت به الحجة سواء كان سببه فصاحته أو اشتماله على الدقائق والنكات التي تقصر عن فهمها أذهان العرب أو احتوائه على الاخبار الغيبية أو الصرفة التي يقول بها السيد المرتضى - رحمه الله تعالى - أو لغير ذلك فإن توجيه الذهن إلى ذلك يوجب صرف الفكر عن نفس الاعجاز وهذا كما نعلم أن سحرة فرعون عجزوا عن معارضة موسى ( عليه السلام ) ولا نعلم أنه كان لنقصانهم علماً أو لتصرفه أو لأن طبيعة عملهم غير طبيعة عمل موسى ( عليه السلام ) ونعلم بالاجمال أنهم عجزوا ، وإجراء خوارق العادات من الله تعالى على يد الكاذب قبيح على الله تعالى وإلاّ لا يعرف أكثر الناس حقيقة السحر بل يزعمون أنه مغير للحقائق كالمعجزة كما قال فرعون ( انه لكبيركم الذي علمكم السحر ) ( ش ) .

299

نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : مولي محمد صالح المازندراني    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست