[ رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة * وردت أجاجا طعم كل فرات [ سأبكيهم ما ذر في الأرض شارق * ونادى منادي الخير للصلوات ] [ وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيهم وبالغدوات [1] ] وفي رواية الصدوق ( ره ) أنه لما وصل دعبل ( رض ) إلى قوله : [ خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات ] [ يميز فينا كل حق وباطل * ويجزى على النعماء والنقمات ] بكى الرضا بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم ؟ فقال : لا يا مولاي إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها قسطا وعدلا كما ملئت من قبل مخرجه ظلما وجورا ، فقال ( ع ) : يا دعبل الإمام بعدي ابني محمد ( ع ) ، وبعد محمد ابنه علي ( ع ) ، وبعد علي ابنه الحسن ( ع ) ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره ، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وأما متى فاخبار عن الوقت ولقد حدثني أبي ( ع ) عن آبائه ( ع ) عن علي ( ع ) عن النبي ( ص ) قيل له : يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال ( ص ) : مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة . فلما فرغ دعبل من إنشاد القصيدة أنفذ إليه الرضا ( ع ) بمائة دينار رضوية وقال اجعلها في نفقتك فقال دعبل ( رض ) : والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شئ ، فرد الصرة وسأله ثوبا من ثيابه ليتبرك به فأنفذ إليه جبة خز مع الصرة وقال للخادم : قل له خذ هذه الصرة فإنك ستحتاج إليها ولا
[1] القصيدة مؤلفة من 115 بيت موجودة في ديوان دعبل بن علي الخزاعي ص 124 .