أحدهما : أن قاتله كف كريم وشخص جليل ، لذا قالت : لو أن قاتل عمرو غير قاتله * لكنت أبكي عليه آخر الأبد ثانيهما : انه ( عليه السلام ) قد إحترمه بعدم سلب درعه ، لذا قالت : " لا رقأت دمعتي ( 1 ) إن أهرقتها ( 2 ) " . تعني أن سروري باحترام قاتلك لك قد أنساني مصيبة قتلك فلا أبكيك ، بل يقال أنها هلهلت فرحا ، وقالت : يا أخي عشت طويلا جليلا مكرما ، وقتلت بيد جليل محترما . ثم أنشدت : لكن قاتله من لا يعاب به * وكان يدعى قديما بيضة البلد ( 3 ) فما أدري لو كان قاتل أخيها ابن راعية معزى ، أبقع أبرص ومن أرذل الناس ، فما كانت تصنع ؟ * الدروس المستفادة هنا : 1 - إن الحرب والعنف ليس أصلا في الإسلام ، بل كل شئ من أجل السلم والسلام . 2 - مهما كان عدوك يستفزك فلا تقع في مصيدة استدراجه وتتورط معه في العنف الذي غالبا يدهس القيم الأخلاقية . 3 - الغدر والقتل غيلة ( أي الاغتيال ) ليس من المندوحات الأخلاقية ، بل الأجمل في الصراع أن يكون الطرفان على وعي من أمرهما . E / في الحرية والأخلاق مع العدو وذاك الشمر بن ذي الجوشن . . رأس البغض على آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، يأتي بفتنة ليشق صف معسكر الحسين ( عليه السلام ) كما كان يظن ، فيصيح بأعلى صوته : أين بنو أختنا ؟ أين العباس وإخوته ؟ وقد جاء لهم بالأمان من عبد الله بن زياد إذا هم تركوا أخاهم الحسين ( عليه السلام ) وانصرفوا عنه ، وكان للشمر اللعين قرابة بعيدة من طرف الام مع العباس وإخوته فاستغل ذلك بدافع
1 - رقأ الدمع إنقطع بعد جريانه . 2 - أهرق الماء أي صبه . 3 - الإرشاد للشيخ المفيد : ج 1 ص 108 .