وندعوه ، ونستغفره ، فهو يعلم أني أحب الصلاة وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار " . ورجع إليهم أبو الفضل العباس ، فأخبرهم بكلام أخيه ، وعرض ابن سعد الأمر على الشمر خوفا من وشايته إذا استجاب لطلب الإمام وأخر القتال ، فقد كان المنافس الوحيد له على امارة الجيش كما كان عينا عليه ، أو انه أراد أن يكون شريكا له في المسؤولية فيما إذا عاتبه ابن زياد على تأخير الحرب . وعلى أي حال فان الشمر لم يبد رأيه في الموضوع ، وإنما أحاله لابن سعد ، وانبرى عمرو بن الحجاج الزبيدي فأنكر عليهم إحجامهم عن إجابة الإمام قائلا : سبحان الله ! ! والله لو كان من الديلم ثم سألكم هذه المسألة لكان ينبغي أن تجيبوه . . ولم يزد ابن الحجاج على ذلك ، فلم يقل انه ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خوفا من أن تنقل الإستخبارات العسكرية حديثه إلى ابن مرجانة فينال العقاب أو العتاب والحرمان منه ( 1 ) . وهكذا استجابوا على كره لطلب الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فأجلوا الهجوم إلى يوم عاشوراء ، ليستجمع الإمام ( عليه السلام ) استذكاراته وأذكاره مع الله سبحانه ، ويضخ قواه المعنوية في أصحابه كي يخلد لعبادة الله سبحانه أروع مصاديقها المحمودة في التاريخ . وتلك أساس المواقف الأخلاقية كلها عند الإمام الحسين ( عليه السلام ) . * الدروس المستفادة هنا : 1 - عندما تريد الكلام مع أخيك قدم إليه ألفاظا في أجمل عبارات . 2 - إن الحب الإلهي منطلق الخير كله ، وعلى أساسه يتحرك المؤمنون في الحياة . 3 - لابد للمجاهد أن يتم حجته الحقة على عدوه بكل وسيلة ممكنة . 4 - ذكر الله يلهم الذاكر مزيدا من القوة والاستقامة والبصيرة والاستنارة في الحوادث العسيرة .
1 - حياة الإمام الحسين ( عليه السلام ) / ج 3 ص 162 .