responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 205


فقال له اخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر : ولم نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبدا .
بدأهم بهذا القول العباس بن علي ( عليهما السلام ) واتبعته الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه .
فقال الحسين ( عليه السلام ) : " يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم ، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم " .
قالوا : سبحان الله فما يقول الناس لنا ؟ يقولون : إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ، ولم نرم معهم بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا ندري ما صنعوا لا والله لا نفعل ذلك ولكن نفديك أنفسنا وأموالنا وأهلينا ، ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك .
وقام إليه مسلم بن عوسجة فقال : أنحن نخلي عنك ولما نعذر إلى الله في أداء حقك ، أما والله حتى أطعن في صدورهم برمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة والله لا نخليك حتى يعلم الله إنا قد حفظنا غيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيك ، والله لو علمت أني اقتل ، ثم أحيى ، ثم اقتل ، ثم أحرق ، ثم اذرى ، يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك ، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ، ثم هي الكرامة العظمى التي لا انقضاء لها أبدا .
وقام زهير بن ألقين فقال : والله لوددت انني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل هكذا ألف مرة ، وان الله جل وعز يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك .
وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد ، فقالوا : والله لا نفارقك ولكن أنفسنا لك الفداء نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا ، فإذا نحن قتلنا كنا وفينا وقضينا ما علينا ( 1 ) .
هكذا كان الحسين ( عليه السلام ) ينفخ من روحه الأخلاقية في نفوس أصحابه وأهل بيته ، ليعلم البشرية أخلاق الانفلات من الذاتية والأنانية .
وقابله أصحابه وأهل بيته بكلمات الوفاء والحب والتقدير لهذه الروح الكبيرة


1 - نفس المهموم ص 227 .

205

نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست