responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 159


وانفجر ابن الحنفية بالبكاء ، ولن تفوت الإمام ( عليه السلام ) هنا الضرورة الأخلاقية تجاه أخيه الناصح فشكر نصيحته وقال : " يا أخي : جزاك الله خيرا لقد نصحت ، وأشرت بالصواب ، وأنا عازم على الخروج إلى مكة ، وقد تهيأت لذلك أنا وأخوتي وبنو أخي وشيعتي ، أمرهم أمري ، ورأيهم رأيي ، وأما أنت فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عينا ، لا تخف عني شيئا من أمورهم " ( 1 ) .
وزاده ثقة واحتراما حينما عهد إليه أيضا بوصيته الخالدة ، وقد تحدث فيها عن أسباب ثورته الكبرى على حكومة يزيد وجاء فيها :
" هذا ما أوصى به الحسين بن علي إلى أخيه محمد بن الحنفية ، ان الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله جاء بالحق من عنده ، وان الجنة حق ، والنار حق ، وان الساعة آتية لا ريب فيها ، وان الله يبعث من في القبور .
وإني لم أخرج أشرا ، ولا بطرا ، ولا مفسدا ، ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ( صلى الله عليه وآله ) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق ، فالله أولى بالحق ، ومن رد علي أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين . وهذه وصيتي إليك يا أخي ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب " ( 2 ) .
أنظر إلى حالة الاستماع في الحسين ( عليه السلام ) وهو ثابت على رأيه ، فالحوار من مبادئه الأخلاقية ، ثم الوصية إلى أخيه وفيها معاني الثبات على العقيدة والهدفية والصبر والتوكل .
* الدروس المستفادة هنا :
1 - نبذ الاستبداد بالرأي واجب أخلاقي .
2 - الشكر للناصح رغم عدم قبول رأيه .
3 - التشاور مع العقلاء قيمة أخلاقية ومطلب حضاري .


1 - حياة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ج 2 ص 262 - 263 . 2 - حياة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ج 2 ص 264 .

159

نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست