ويأخذون بقوله في النقض والابرام ، اعترافاً منهم بعلمه ووفور فضله ورجاحة عقله وصحة حكمه ، وليس هذا الحديث في حقه بكثير ، لأن رتبته عند الله وعند رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعند المؤمنين من عباده أجل وأعلى من ذلك " [1] . وروى المتقي باسناده عن ابن عباس : " علي عيبة علمي " [2] . وروى ابن عساكر باسناده عن علي عليه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت باب المدينة " [3] . وباسناده عن عايشة قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو في بيتها لما حضره الموت : " ادعوا لي حبيبي ، قالت : فدعوت له أبا بكر فنظر اليه ثم وضع رأسه ، ثم قال : ادعوا لي حبيبي ، فدعوا له عمر فلما نظر اليه وضع رأسه ، ثم قال : ادعوا لي حبيبي ، فقلت : ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره ، فدعوا علياً فأتاه فلما رآه أفرد الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه " [4] . وباسناده عن سعيد بن المسيب ، قال : " لم يكن أحد من أصحاب النبي صلّى
[1] كفاية الطالب ص 222 . [2] كنز العمال ج 11 ص 603 طبع حلب ، ورواه الوصابي عن أبي ذر الغفاري في أسنى المطالب ص 47 ، والكنجي في كفاية الطالب ص 198 ومحمّد صدار العالم في معارج العلى ص 43 والمتقي في منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 30 ، وابن عساكر في ج 2 ص 482 رقم 1001 . [3] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 464 رقم 984 . [4] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 15 رقم 1027 .