وسلّم وهو في بيتي لما حضره الموت : ادعوا لي حبيبي ، فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم وضع رأسه ، ثم قال : ادعوا لي حبيبي ، فقلت : ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره ، فلما رآه استوى جالساً وفرّج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه " [1] . وروى باسناده عن جابر ، قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام قبل موته بثلاثة أيام : سلام الله عليك أبا الريحانتين ، أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهدّ ركناك ، والله خليفتي عليك ، قال : فلما قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال علي عليه السلام : هذا أحد ركنّي الذي قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : فلما ماتت فاطمة قال علي : هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم " [2] . روى محمّد صدر العالم بإسناده عن شر حبيل بن مرّة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أبشر يا علي حياتك وموتك معي " [3] . قال محمّد صدر العالم : " أخرج ابن سعد عن جابر بن عبد الله ، إن كعب الأحبار قدم زمن عمر ، فقال - ونحن جلوس عند عمر - يا أمير المؤمنين : ما كان آخر ما تكلم به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فقال عمر : سل عليّاً ، فقال : اين هو هذا ؟ فسأله فقال علي : أسندته إلى ظهري فوضع رأسه على منكبي وقال :
[1] المناقب ، الفصل الخامس ص 29 ، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص 239 ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي ابن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 15 رقم 1027 . [2] المناقب الفصل الرابع عشر ص 85 ، ورواه أحمد في فضائل ج 1 الحديث 186 ، ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ج 3 ص 201 والكنجي في كفاية الطالب ص 213 مع فرق يسير . [3] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 92 .