واحد فقال له علي : عرض عليك صاحبك الثلاثة صلحاً فقلت : لم أرض إلاّ بمر الحق ولا يجب لك بمر الحق إلاّ واحد ، فقال له الرجل : فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبله فقال علي رضي الله عنه : أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثاً أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل ، فتجعلون في أكلكم على السواء ؟ قال : بلى قال : فأكلت أنت ثمانية أثلاث ، وإنما لك تسعة أثلاث ، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثاً ، أكل منها ثمانية ويبقى له سبعة وأكل لك واحداً من تسعة ، فلك واحد بواحدك وله سبعة بسبعته . فقال له الرجل : رضيت الآن " [1] . وروى المتقي عن أبي مروان : " إن علياً ضرب النجاشي الحارثي الشاعر - وشرب الخمر في رمضان - فضربه ثمانين جلدة ثم حبسه وأخرجه من الغد فجلده عشرين ، وقال : انما جلدتك هذه العشرين لجرأتك على الله وافطارك في رمضان " [2] . وروى البيهقي باسناده عن ميسرة ، قال : " جاء رجل وأمه إلى علي رضي الله عنه ، فقالت : إن ابني هذا قتل زوجي ، فقال الابن : إن عبدي وقع على أمي ، فقال علي رضي الله عنه : خبتما وخسرتما إن تكوني صادقة نقتل ابنك وإنّ يكن ابنك صادقاً نرجمك ، ثم قام علي رضي الله عنه للصلاة فقال الغلام لأمه : ما تنظرين إن يقتلني أو يرجمك ؟ فانصرفا ، فلما صلى سأل عنهما فقيل : انطلقا " [3] . وروى مالك عن سعيد بن المسيب : " إن رجلا من أهل الشام يقال له ابن
[1] الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، القسم الثالث ص 1105 . [2] كنز العمال ، كتاب الحدود ج 5 ص 274 طبعة حيدر آباد . [3] السن الكبرى ج 8 ص 322 ، باب ما جاء في الستر على أهل الحدود .