بملأ من الملائكة إلاّ قالوا : هذا ملك مقرب أو نبي مرسل ، أو حامل عرش رب العالمين ، فينادي مناد من لدنان العرش - أو قال من بطنان العرش - ليس هذا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلا ، ولا حامل عرش رب العالمين ، هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنان رب العالمين ، أفلح من صدّقه وخاب من كذّبه . ولو أن عابداً عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشّن البالي لقي الله مبغضاً لآل محمّد ، أكبّه الله على منخره في نار جهنم " [1] . روى محمّد بن جرير الطبري صاحب التاريخ في كتاب المناقب باسناده عن ابن عباس : " في قول الله تبارك وتعالى ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ ) [2] فقال : ينادى يوم القيامة : أين أمير المؤمنين ؟ فلا يجيب أحد له ولا يقوم إلاّ علي بن أبي طالب عليه السلام ومن معه ، وساير الأمم كلهم يدعون إلى النّار . قال السيّد ابن طاوس : أقول : كذا رأى هذا الحديث ( وسائر الأمم ) ولعله كان ( وسائر الأئمة ) يعني الذين سماهم الله في كتابه بقوله : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ ) [3] والله أعلم ، أو كان ( وسائر الفرق ) " [4] . وروى محمّد صدر العالم بأسناده عن عمرو بن الحمق : " إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : يا عمرو ، هل أريك دابة الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشي في الأسواق ؟ هذا دابّة الجنة وأشار إلى عليّ بن أبي طالب " [5] .
[1] تاريخ بغداد ج 13 ص 123 . [2] سورة الاسراء : 71 . [3] سورة القصص : 41 . [4] كتاب اليقين ، الباب الثاني والستون ص 43 مخطوط . [5] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 131 . ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 118 .