عَنِ المجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) [1] يعني لم يكونوا من شيعة علي بن أبي طالب " [2] . ( سورة القيامة ) ( فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى * وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ) [3] . روى الحاكم الحسكاني بإسناده عن عمّار بن ياسر قال : " كنت عند أبي ذر الغفاري في مجلس لابن عباس وعليه فسطاط وهو يحدّث الناس إذ قام أبو ذر حتى ضرب بيده إلى عمود الفسطاط ، ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته باسمي ، أنا جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري ، سألتكم بحق الله وحق رسوله . أسمعتم رسول الله يقول : ما أقلّت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : أتعلمون أيها الناس أن رسول الله جمعنا يوم غدير خم ألف وثلاثمائة رجل ، وجمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل ، وفي كل ذلك يقول : اللهم من كنت مولاه فان علياً مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام عمر فقال : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، فلما سمع ذلك معاوية بن أبي سفيان اتكأ على المغيرة بن شعبة وقام وهو يقول : لا نقرّ لعلي بولاية ، ولا نصدق محمّداً في مقالته ، فأنزل الله تعالى على نبيّه ( فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى * وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ) تهدّداً من الله تعالى وإنتهاراً . فقالوا : اللهم نعم " [4] .
[1] سورة المدثر : 40 - 43 . [2] تفسير فرات الكوفي ص 194 . [3] سورة القيامة : 31 - 33 . [4] شواهد التنزيل ج 2 ص 295 رقم 1040 ، ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره ص 295 .