اثنا عشر رجلا وامرأة ، ثم قام في الجمعة الثالثة ، فجعلوا يتسللون ويقومون حتى بقيت منهم عصابة فقال : كم أنتم ؟ فعدا أنفسهم ، فإذا اثنا عشر رجلا وامرأة ، فقال : والذي نفسي بيده ، لو اتبع آخركم أوّلكم لألتهب عليكم الوادي ناراً وأنزل الله عزّوجل : ( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً ) [1] . روى فرات باسناده عن السدي قال : مرّ دحية الكلبي بتجارة له من الشام من طعام وغيره وكان التجار قد بطوا عن المدينة فأصابهم لذلك جهد ، فبينما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يخطب الناس في المسجد يوم الجمعة إذ قامت العير فانفض الناس إليها وتركوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قائماً يخطب مخافة تفرقهم ولم يبق مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ خمسة عشر فأنزل الله ( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) [2] . ( سورة المنافقون ) ( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) [3] . روى الحميدي باسناده عن زر بن حبيش قال : قال علي بن أبي طالب : " لقد عهد إلى النبي الأمي أنه لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق " [4] .
[1] تفسير الطبري ج 28 ص 104 . [2] تفسير فرات الكوفي ص 184 . [3] سورة المنافقون : 1 . [4] مسند الحميدي ج 1 ص 31 رقم / 58 .