قال الشيخ المقداد : روي أنه صلّى الله عليه وآله بايعهن على الصفا وكان عمر أسفل منه وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة مع النساء خوفاً من إن يعرفها رسول الله ، فقال : أبايعكن على إن لا تشركن بالله شيئاً فقالت هند إنك لتأخذ علينا أمراً ما رأيناك أخذته على الرجال وذلك إنه صلّى الله عليه وآله وسلّم بايع الرجال يومئذ على الاسلام والجهاد فقط فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وَلاَ يَسْرِقْنَ ) فقالت هند : إن أبا سفيان رجل ممسك وإني أصبت من ماله هنات فلا أدري أيحل لي أم لا فقال أبو سفيان : ما أصبت من شئ من مالي فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال . فضحك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعرفها ، فقال لها وإنك لهند بنت عتبة ، فقالت نعم فاعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك قال ولا تزنين ، فقالت هند : أو تزني الحرة ؟ فتبسم عمر بن الخطاب لما جرى بينه وبينها في الجاهلية ، فقال لها صلّى الله عليه وآله وسلّم : ولا تقتلن أولادكن قالت هند : والله إن البهتان قبيح ، وما أمرتنا إلاّ بالرشد ومكارم الأخلاق ولما قال : ( وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوف ) قالت هند : ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا إن نعصيك في شئ [1] . ( سورة الصف ) ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) [2] . روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) إنه قيل له : من هؤلاء ؟ قال : حمزة أسد الله وأسد رسوله وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحرث والمقداد بن الأسود [3] .
[1] كنز العرفان هامش تفسير الأمام الحسن عليه السّلام ص 138 باب الجهاد الآية الخامسة عشر . [2] سورة الصف : 4 . [3] شواهد التنزيل ج 2 ص 251 و 252 رقم / 975 / 976 .