آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ) قال صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب هو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ، ثم قال : ( وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ ) قال : ابن عباس وهم علي وحمزة وجعفر فهم صديقون وهم شهداء الرسل على أممهم إنهم قد بلغوا الرسالة ، ثم قال لهم أجرهم على التصديق بالنبوة ونورهم على الصراط [1] . وروى عن موفق بن أحمد يرفعه إلى ابن عباس قال سأل قوم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيمن نزلت هذه الآية ؟ قال إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ونادى مناد ليقم سيد الوصيين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمّد فيقوم علي ابن أبي طالب فيعطى اللواء من النور الأبيض بيده وتحته جميع السابقين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطيه أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم قد عرفتم صفتكم ومنازلكم في الجنة ، إن ربكم يقول إن لكم عندي مغفرة وأجراً عظيماً يعني الجنة فيقوم علي والقوم تحت لوائه معه يدخل بهم الجنة . ثم يرفع إلى منبره فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة وينزل أقواماً على النار فذلك قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) يعني السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية والذين كفروا وكذبوا بالولاية وبحق علي عليه السّلام [2] . أقول : روى البحراني في غاية المرام في تفسير هذه الآية من طريق العامة ثلاثة أحاديث ومن الخاصة اثني عشر حديثاً .
[1] البرهان ج 4 ص 293 رقم / 14 . [2] البرهان ج 4 ص 294 رقم / 16 .