روى الحاكم الحسكاني باسناده عن جابر بن عبد الله قال : " إني لأدناهم من رسول الله في حجة الوداع بمنى حين قال : لا ألفينكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم ، ثم التفت إلى خلفه فقال : أو علي أو علي - ثلاثاً - فرأينا إن جبرئيل غمزه وأنزل الله على أثر ذلك ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ) بعلي بن أبي طالب ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ) من أمر علي ( إِنَّكَ عَلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم ) وإنّ علياً لعلم للساعة ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) عن محبة علي بن أبي طالب " [1] . وروى باسناده عن جابر بن عبد الله في قول الله تعالى : ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ) قال : بعلي بن أبي طالب عليه السّلام " [2] . قال شرف الدين : " معناه إنّا إذا ذهبنا بك وتوفيناك فإنا ننتقم من أمتك من بعدك لان الله سبحانه أمن أمته من عذاب الاستيصال لقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ) [3] ولما آمنهم من الانتقام في حياته توعّدهم بالانتقام بعد وفاته على يد وصيه لأنه قال له : يا علي إنك تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، وإنك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين " [4] . أقول : روى البحراني في غاية المرام حول هذه الآية من طريق العامة ثلاثة أحاديث ومن الخاصة أحد عشر حديثاً . ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً
[1] شواهد التنزيل ج 2 ص 152 رقم / 851 . [2] المصدر ص 153 رقم / 852 ، ورواه ابن المغازلي في مناقب علي ص 274 رقم / 321 وص 320 رقم / 366 . [3] سورة الأنفال : 33 . [4] تأويل الآيات الظاهرة ص 314 .