لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجلسوا ، قوموا يا بني هاشم ، فقام حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث فبرزوا لهم ، فقال عتبة تكلموا نعرفكم إن تكونوا أكفاءنا قاتلناكم ، قال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب أنا أسد الله وأسد رسوله ، فقال عتبة كفء كريم ، فقال علي : أنا علي بن أبي طالب ، فقال : كفء كريم ، فقال عبيدة : أنا عبيدة بن الحارث فقال عتبة : كفء كريم ، فأخذ حمزة شيبة بن ربيعة وأخذ علي بن أبي طالب عتبة بن ربيعة وأخذ عبيدة الوليد ، فأما حمزة فأجاز على شيبة ، وأما علي فاختلفا ضربتين فأقام فأجاز على عتبة ، وأما عبيدة فأصيبت رجله قال فرجع هؤلاء ، وقتل هؤلاء فنادى أبو جهل وأصحابه لنا العزى ولا عزّى لكم ، فنادى منادي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار فأنزل الله ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) الآية [1] . قال ابن الأثير . . . اختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما قد أثبت صاحبه ، وكرّ حمزة وعلي على عتبة فقتلاه ، واحتملا عبيدة إلى أصحابه وقد قطعت رجله ، فلما أتوا به النبي صلّى الله عليه وسلّم ، قال : ألست شهيداً يا رسول الله ؟ قال : بلى ، قال : لو رآني أبو طالب لعلم ] أننا [ أحق منه بقوله : < شعر > ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل < / شعر > ثم مات [2] . أقول : روى البحراني في غاية المرام حول هذه الآية من طريق العامة خمسة أحاديث ومن الخاصة أيضاً خمسة أحاديث . ( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ
[1] الدر المنثور ج 4 ص 348 ، وانظر الطبري ج 2 ص 424 . [2] الكامل ج 2 ص 125 .