فيها ، وإنها لم تر طمثاً قط من حيث تراه النساء فقال له : ويلك يا ابن حريث ، إن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام وركب الأرواح في الأبدان فكتب بين أعينها كافر ومؤمن وما هي مبتلاة بها إلى يوم القيامة ، ثم أنزل بذلك قرآنا على محمّد فقال : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَات لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) فكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المتوسم ثم أنا من بعده ، ثم الأوصياء من ذريتي من بعدي ، إني لما رأيتها تأملتها فأخبرتها بما هو فيها ولم أكذب " [1] . ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) [2] . روى الحاكم الحسكاني باسناده عن السدي ، في قوله تعالى : ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ ) قال : عن ولاية علي ، ثم قال : ( عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) فيما أمرهم به وما نهاهم عنه ، وعن أعمالهم في الدنيا ، ثم قال : ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ) قال السدي : قال أبو صالح : قال ابن عباس : أمر الله إن يظهر القرآن ، وإنّ يظهر فضائل أهله بيته كما أظهر القرآن [3] . قال علي بن إبراهيم : نزلت بمكة بعد إن نُبّئ رسول الله صلّى الله عليه وآله بثلاث سنين ، وذلك إن النبوة نزلت على رسول الله يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء ، ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي ثم دخل أبو طالب إلى النبي وهو يصلي وعلي عليه السّلام بجنبه ، وكان مع أبي طالب فقال له أبو طالب : صل جناح ابن عمك ، فوقف جعفر على يسار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبدر
[1] التفسير ج 2 ص 248 رقم / 32 . [2] سورة الحجر : 92 - 95 . [3] شواهد التنزيل ج 1 ص 325 رقم / 452 .